الاثنين، 28 نوفمبر 2011

دور الصحفيين الكورد في العمل النقابي الصحفي العراق 1959-1961


دور الصحفيين الكورد في العمل النقابي الصحفي في العراق
1959-1961

فرهاد محمد احمد*
*قسم التاريخ،كلية الآداب، جامعة دهوك،اقليم كوردستان العراق-العراق.
(تاريخ استلام البحث ، تاريخ القبول بالنشر:)

الخلاصة
بدأ الصحفيون في العراق منذ الثلاثينات من القرن الماضي يطالبون بتأسيس نقابة لهم، حتى تمكنوا من تأسيس أول جمعية لهم سنة 1947، ألا أنها وبسبب موقف السلطات لم تستطع أن تقوم بواجباتها النقابية. وبعد ثورة 14 تموز1958 أصبح المناخ السياسي ملائماً لأن يطالب الصحفيون بتأسيس نقابة لهم،لاسيما أن ذلك لقي تشجيعاً من قبل رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي وافق على قانون نقابة الصحفيين، و تم اقراره في 9 حزيران 1959.
 عقدت النقابة مؤتمرها التأسيسي الأول في6 أيلول 1959 وبمشاركة الصحفيين الكورد، وانتخب محمد مهدي الجواهري أول نقيب للصحفيين العراقيين ،لكن النقابة وبعد مدة قصيرة من تأسيسها لم تصبح بيتاً لجميع الصحفيين وتأثرت بالأحداث السياسية الجارية على الساحة العراقية، وتدخل السلطات في شؤونها، ففي البداية سيطر عليها الحزب الشيوعي العراقي، وبدعم من عبد الكريم قاسم، واستمرت سيطرته عليها حتى انعقاد المؤتمر الثالث في 8 حزيران 1961 حيث ازيح الشيوعيون عن قيادتها، وحلت محلهم هيئة إدارية جديدة موالية أيضاً لعبد الكريم قاسم.

الكلمات الدالة:الصحافة الكوردية ، الصحفيين الكورد، نقابة صحفيي العراق، حرية الصحافة.


أولاً: بدايات التنظيم النقابي الصحفي في العراق

لم تعرف البلاد العربية التنظيم النقابي لمهنة الصحافة قبل إعلان الدستور العثماني سنة 1908، وعلى أثر الحريات التي منحها هذا الدستور، فكر الصحفيون بضرورة تأليف لجان و جمعيات لتنظيم شؤونهم للدفاع عن مصالحهم المهنية، فتأسست أول نقابة للصحفيين في لبنان عام 1919 ، تلتها في سوريا عام 1932 ثم مصر عام 1941 (1).
ولم يكن الصحفيون العراقيون بعيدين عما شهدته البلاد العربية من تطورات، فضم أول قانون للمطبوعات في العراق رقم (82) لسنة 1931 نصا في المادة (40) يقول:" للحكومة أن تصدر أنظمة تتعلق بكيفية تأسيس نقابة للمطبوعات، و الصفات اللازمة لتعين المخبرين و المراسلين"(2). لذا بدأ الصحفيون يحاولون تأسيس نقابة لهم، وكانت أول محاولة بذلك الخصوص خلال فترة الوزارة التي تأسست بعد انقلاب بكر صدقي في تشرين الأول 1936(3) ، عندما اجتمع رئيس الوزراء حكمت سليمان بعدد من الصحفيين و تداول معهم موضوع تشكيل النقابة، و أنبثقت عن ذلك الاجتماع لجنة ممثلةً بالصحفيين: عبد القادر إسماعيل البستاني (صاحب جريدة الأهالي)، رزوق غنام (صاحب جريدة العراق)، يونس بحري (صاحب جريدة العقاب)، نوري ثابت (صاحب مجلة حبزبوز)،ميخائيل تيسي (صاحب جريدة الناقد)، أنور شاؤول (صاحب جريدة الحاصد) (4) .
كانت جماعة الأهالي(5)، النشطة سياسيا و ثقافيا و صحفيا آنذاك، صاحبة الفكرة الأولى لتأسيس نقابة الصحفيين، سيما أن بعض مؤسسيها و قادتها أصبحوا ممثلين في الوزارة، بينهم كامل الجادرجي(6) ، و شغل البعض الآخر مناصب مهمة، بينهم حسين جميل الذي شغل منصب  مديـر الدعاية العامة
المسؤولة عن الصحافة آنذاك،علاوة على إن رئيس الوزراء
نفسه كان عضواً في الجماعة(7).
ولكن لم يكتب لتلك المحاولة النجاح، حيث يذكر مليح صالح شكر: بالرغم من مراجعتي صحف تلك الفترة لتعقب أثر المحاولة ألا إنني لم أجد لها أثرا . و يعزي سبب الفشل إلى التجاذبات السياسية و انضمام الصحف و أصحابها إلى هذا الطرف أو ذاك، حتى أن حكومة حكمت سليمان عطلت في تشرين الثاني 1936، صحف كان أصحابها أعضاء في اللجنة النقابية التي مر ذكرها، ثم إن الحكومة نفسها تعرضت لعاصفة سياسية استقال منها وزراء جماعة الأهالي(8).
تجددت المحاولة لتأسيس نقابة الصحفيين في العراق بعد ثماني سنوات، حينما اجتمعت مجموعة من الصحفيين و ذلك في 12 كانون الأول 1944 في مبنى إدارة جريدة صوت الأهالي التي كان يصدرها كامل الجادرجي، و هم: رزوق غنام (صاحب جريدة العراق)، محمد مهدي الجواهري(9) (صاحب جريدة الرأي العام)، يحيى قاسم (صاحب جريدة الشعب)، نورالدين داود (صاحب جريدة النداء) ، صدر الدين شرف الدين (صاحب جريدة الساعة) ، روفائيل بطي (صاحب جريدة البلاد)، كامل الجادرجي (صاحب جريدة صوت الأهالي)،و قرروا الشروع بتشكيل نقابة للصحفيين في بغداد، و حمل الحكومة على إصدار النظام المتعلق بتشكيل النقابة(10).
أهملت الحكومة هذا الاجتماع و ما تمخض عنه من طلب منها لتشكيل نقابة للصحفيين، لذا واصل الصحفيون الكتابة حول الموضوع مشيرين في الوقت ذاته إلى قانون المطبوعات رقم (57) لسنة 1933 و ما تضمنه من نص في المادة (36) يقول: للحكومة ان تصدر أنظمة تتعلق بكيفية تأسيس              نقابة المطبوعات(11).
على أثر إصرار الصحفيين، وافقت الحكومة في أواسط عام 1947 على تشكيل أول جمعية للصحافة العراقية، أصبح كامل الجادرجي رئيسا لها(12) و سلمان الصفواني سكرتيرا(13). إلا إن الجمعية و بعد مرور وقت قصير من تأسيسها أصبحت شبه مجمدة، و أقتصرت نشاطاتها في أواخر سنة 1948 على توزيع الإعلانات الحكومية على الصحف اليومية و الاسبوعية(14). فضلا عن دفاعها أحيانا عن حرية الصحافة في العراق، إذ تقدمت في أوائل أيار 1951 بمذكرة احتجاج إلى رئيس الوزراء نورالدين محمود احتجت فيها على قرار الحكومة غير المستند على القانون بتعطيل جريدتي العالم العربي و جريدة الأوقات                                البغدادية  لمدة سنة(15).
لم تتزحزح الحكومات العراقية المتعاقبة في العهد الملكي عن موقفها إزاء إجازة نقابة للصحفيين، مع أن قانون المطبوعات رقم (24) لسنة 1954 كان قد نص في المادة (39) على أن :"للحكومة إصدار نظام يعين به كيفية تأسيس نقابة للصحفيين و طرق الأنتساب إليها، و إدارتها و حقوق وواجبات أعضائها و ما يتصل بشؤونها المالية"(16). و قد أدى ذلك إلى أن يتعرض الصحفيون لظروف قاسية و أوضاع سيئة استمرت حتى قيام ثورة 14 تموز 1958(17).
                                             
ثانياً: تأسيس نقابة صحفيي العراق ودور الكورد فيها

دخلت الصحافة العراقية و منها الكوردية مرحلة جديدة على اثر أجواء الحريات العامة التي سادت العراق  بعد ثورة 14 تموز 1958، إذ أٌصدرت في العام الأول للثورة ما يقارب من (45) صحيفة يومية و اسبوعية في بغداد، و(20) في مدن العراق الأخرى، مثلت مختلف الاتجاهات السياسية(18). فبالنسبة للصحافة الكوردية فإنها الأخرى شهدت تطورا ملحوظا و ازديادا كبيرا في عددها، إذ بلغت حوالي (29) جريدة و مجلة، تعددت أنماطها بين سياسية و             حزبية و أدبية(19).
في ظل الظروف الجديدة التي شهدتها الصحافة العراقية، كان لا بد للصحفيين أن ينتظموا في نقابة تمثلهم و تدافع عن حقوقهم المهنية، لا سيما بعد أن لقي هذا التوجه تشجيعا من قبل حكومة الثورة التي كانت بأمس الحاجة لنشر و توضيح مفاهيم الثورة و أهدافها و لمجابهة الأعلام المضاد(20) لها(21).
وعلى هذا الأساس عقد الصحفيون اجتماعا في نادي المحامين ببغداد في 10 آذار 1959 ، حضره (53) من أصحاب الصحف و المحررين و المحاسبين، و فيه تم انتخاب الهيئة المؤسسة لنقابة صحفيي العراق من (11) عضو أصيلاً هم:محمد مهدي الجواهري (صاحب جريدة الرأي العام)، يوسف اسماعيل البستاني (ممثل عن جريدة اتحاد الشعب)، عبد الله عباس (صاحب جريدة الأهالي)، عبد المجيد الونداوي (رئيس تحرير جريدة الأهالي)، صالح سليمان (ممثل عن جريدة صوت الأحرار)، فائق بطي (أحد أصحاب جريدة البلاد)، موسى جعفر اسد (ممثل جريدة الثورة)، حمزة عبد الله (22) (ممثل جريدة خةبات/ النضال(23) ، صالح الحيدري(24) (ممثل عن جريدة خةبات)، حميد رشيد (صحفي محترف)، عبد الكريم الصفار (صحفي محترف) (25).
يستنتج من خلال أسماء اللجنة التأسيسية لنقابة الصحفيين في العراق، سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي العراقي و الموالين و المتعاطفين معه على الهيئة المؤسسة للنقابة، و كان ذلك طبيعيا بعد ان أزيحت الصحف المحسوبة على القوميين التي وقفت الى جانب عبد السلام عارف في صراعه مع رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم في مسألة العلاقة مع الجمهورية العربية، و حينذاك كان الحزب الشيوعي العراقي يسيطر على الشارع العراقي من خلال تحكمه بالمنظمات المهنية و النقابية(26).
ولما كان للكورد  وزن سياسي ملحوظ لاسيما بعد عودة قائد الحركة القومية الكوردية ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ملا مصطفى البارزاني من منفاه الاضطراري الى العراق في 6 تشرين الأول1958،ونظرا لعلاقاته الجيدة مع عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي وقت ذاك، كان من غير الممكن تجاهل الكورد وهذا ما يفسر لنا وجود صحفيين من الكورد ضمن الهيئة المؤسسة للنقابة؛ وهما حمزة عبدالله و  صالح الحيدري(27).
بعد انتخاب الهيئة المؤسسة لنقابة صحفيي العراق، تم تقديم طلب إلى عبد الكريم قاسم لأجازة النقابة مرفقا بها لائحة قانون النقابة(28) ، الذي وافق عليها، و بذلك صدر قانون نقابة الصحفيين العراقيين، رقم (98) لسنة 1959 في 9 حزيران 1959 متضمنا (31) مادة. جاء في المادة (1) : "تؤسس بموجب هذا القانون نقابة للصحفيين في العراق مقرها بغداد، و يجوز فتح فروع لها في أنحاء أخرى من العراق بقرار من الهيئة الإدارية". و أوضحت المادة (5) ان النقابة تتألف:" من جميع الصحفيين العراقيين الذين يمارسون الصحافة كمهنة رئيسية أو الذين تمنحهم صفة (الصحفي الفخري) لنضالهم المجيد، و تشمل كلمة (صحفي) صاحب الجريدة أو المجلة و المحرر و المخبر و المراسل و المصحح و المبوب و ملتقط الأخبار و غيرهم من العاملين في الحقل الصحفي. و اشترطت المادة (6) أن الانتساب إلى النقابة إلزامي لمن يمارس مهنة الصحافة أو يعمل في الحقل الصحفي(29).
عقد المؤتمر الأول للصحفيين العراقيين مساء 6 أيلول 1959 في حدائق قاعة الشعب بحضور عبد الكريم قاسم ، الذي أفتتح المؤتمر بكلمة ألقاها على المؤتمرين، وصف فيها الصحفيين بأنهم "لسان الشعب الناطق بالحق...و رسل التقارب و المحبة بين أفراد الشعب..." و شدد في كلمته على ضرورة تمسك الصحفيين بالفقرتين السابعة و الثامنة من المادة الثانية من قانون النقابة(30) ، مؤكدا أن حكومته لن تحل أي نقابة في العراق، قائلا: "...إننا نعطي على أنفسنا عهدا بأننا سوف لن نحل اية نقابة أو أي اتحاد في هذا البلد... و علينا أن ننزع من تفكيرنا فكرة حل هذه الاتحادات و النقابات مهما كانت الأسباب... لدينا حلول أخرى تمكننا من المحافظة على منظماتنا و نقاباتنا.. فبالإمكان حل الهيئات الإدارية لهذه النقابات و الاتحادات و العمل على إجراء انتخابات أخرى حرة صحيحة تضمن بقاء هذه النقابات و هذه الاتحادات و عدم حلها، إننا نسير وفقا للنهج الديمقراطي الصحيح..."(31) .
وألقى  جلال الطالباني - رئيس الجمهورية العراقية حاليا-  في اليوم الثاني للمؤتمر كلمة بأعتباره ممثلا لجريدة خةبات، لسان حال الحزب الديمقراطي الكوردستاني، تمنى فيها للمؤتمر النجاح، و دعا المؤتمرين إلى الاهتمام بالصحافة الكوردية و معالجة مشاكلها، و أنتقد الصحافة العراقية ووجه اللوم للصحفيين بسبب عدم اهتمامهم بنضال الشعب الكوردي في ايران و تركيا و سوريا، و طالبهم بتأييد نضال الكورد،و إدانة سياسة الاضطهاد القومي التي يتعرضون لها على يد حكام انقرة و  طهران و القاهرة (32) .
ولم تكن كلمة محمد رسول، ممثل جريدة ذين(33) ، تختلف كثيراً عن ما طالبه ممثل جريدة خةبات، فهو الأخر طالب بزيادة الصحف الكوردية والاهتمام بالصحافة الكوردية مؤكداً على أن الصحف العربية تنقل من العديد من             الصحف إلا الكوردية(34).
وجرت في 7 أيلول 1959 انتخابات أول هيئة إدارية للصحفيين و كان مجموع المصوتين (172) صحفيا، و بعد فرز الأصوات فاز المدرجة أسمائهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية في الجدول الآتي(35):















الاسم
الانتماء الحزبي
عدد الأصوات
الوظيفة
1.        
محمد مهدي الجواهري
من مؤيدي الحزب الشيوعي العراقي
163
نقيبا
2.        
محمد السعدون
الحزب الوطني الديمقراطي
106
نائب النقيب
3.        
جلال الطالباني
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
162
عضو
4.        
فاضل مهدي
الحزب الوطني الديمقراطي و محرر في جريدة الأهالي
161
عضو
5.        
لطفي بكر صدقي
من اليساريين المستقلين و صاحب جريدة صوت الاحرار
160
عضو
6.        
عبد الرحيم شريف
الحزب الشيوعي العراقي
154
عضو
7.        
محمود الجندي
مستقل
132
عضو
8.        
قاسم حمودي
من القوميين العرب و صاحب جريدة الحرية
103
عضو
9.        
محمود شوكت
من المستقلين و صاحب جريدة الثبات
96
عضو
و فاز بعضوية لجنة الضبط وحسب الجدول الاتي كل من (36) :

الاسم
الانتماء الحزبي
عدد الأصوات
1.      
محمد كريم فتح الله (37)
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
157
2.      
علي خليل
يساري
153
3.      
فائق بطي
ممثل جريدة البلاد المتعاطفة مع الحزب الشيوعي العرقي
139
4.      
عبد القادر البراك
مستقل و كان يعمل في عدة صحف منها الاخبار و الرأي العام
107
5.      
عبد المنعم الجادر
محرر في جريدة الزمان
95



ومن خلال استعراض أسماء الهيئة الإدارية الأولى لنقابة الصحفيين في العراق، يتبين أن حضور الصحفيين الكورد كان جيدا، و يعود حصول كل من جلال الطالباني ومحمد كريم فتح الله على هذه النسبة العالية من الأصوات، إلى أن علاقات الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال هذه الفترة، كانت على أحسن ما يرام، فضلا عن عدم مشاركة جميع القوميين في الانتخابات، لاسيما البعثيين منهم ، فمن مجموع (205) صحفي شارك في الانتخابات                (172) صحفيا(38).

ثالثاً : نشاط الصحفيين الكورد النقابي حتى انعقاد المؤتمر
الثالث في نيسان 1961

كان نشاط الصحفيين الكورد ملحوظا في فعاليات و أعمال نقابة الصحفيين لا سيما خلال سنة 1959، فقد شاركوا في الوفد الصحفي الذي سافر إلى الصين لتقديم التهاني بمناسبة تأسيس جمهورية الصين الشعبية و مثلهم في الوفد حلمي علي شريف(39) المحرر في جريدة خةبات(40).
ولكن النقابة بعد مدة من تأسيسها تعرضت إلى انتقادات لاذعة من قبل صحفيين معروفين بتوجههم القومي و المستقل، لانتساب بعض الأشخاص للنقابة ليس لهم علاقة بالصحافة، و البعض الأخر منهم مستخدم في الدوائر الحكومية، لذا طالبوا                     بشطب أسمائهم(41).
وتعمقت الخلافات بشكل أكثر بين العاملين في الصحافة آنذاك، مما دفع بالجواهري إلى تقديم استقالته من النقابة، و قد رفضتها الهيئة الإدارية و أصدرت في 26 أيلول 1959 بيانا بعنوان (بيان النقابة حول استقالة الجواهري) نشرتها الصحف العراقية، ومنها جريدة خةبات التي وقفت إلى جانب الجواهري و طالبته بالعدول عن الاستقالة وأكدت على ضرورة : "تنقية الجو الصحفي من العناصر الفاسدة و من المهاترات و من جرح الكرامات و من الدس على الجمهورية و حرمان تلك العناصر من حق   العمل في الصحافة..." (42).
ويذكر الجواهري في مذكراته سبب تقديمه الاستقالة، فيقول: "كانت الصعاب علي أكثر من أن تحصى في هذه النقابة و كيف لا و فيها كل هذا الخليط العجيب و كل هؤلاء المدسوسين و كل أولئك المستأجرين... كيف لا و العراق يعيش غليان أحزابه و هذه الأحزاب لا تتوانى عن استعمال أية وسيلة وصولا للامتيازات... كيف لا و عبد الكريم قاسم كان يفتح صدره للوشايات و الدسائس و أحيانا كثيرة يباركها و يثني على أصحابها... إنها مهمة صعبة في زمن صعب... ألقيت على عاتق  رجل صعب كذلك..." (43).
يبدو ان الجواهري تغلب على خصومه و حقق بعض المكاسب و منها الطلب إلى وزارة الإرشاد في 14 أيلول 1959 بمنع الصحفي غير النقابي من العمل في الصحافة، و عدم منح أي امتياز جديد للصحفي قبل استشارة النقابة و تزكيتها لطالب الامتياز و ذلك من اجل فرض شخصية التنظيم الصحفي ضد التدخلات و الأهواء الشخصية أو الحاكمة(44).
عقدت النقابة مؤتمرها الثاني في 7 نيسان 1960 في قاعة الشعب، أفتتح المؤتمر عبد الكريم قاسم بكلمة ألقاها على المؤتمرين، وجه فيها لوماَ شديدا الى الصحفيين مؤكدا على فشلهم، و مما جاء فيها: أن الصحافة العراقية قد دفنت في الحضيض... لقد فشلت... خلال السنة المنصرمة فشلا ذريعا، وان أرباب الصحف و المراسلين و من يشتغل بمعيتهم فليتواروا خجلا أمام الشعب، أنهم فرقوا صفوف الشعب..." و جدد مطالبته بالتزام الصحفيين بالفقرتين السابعة و الثامنة من المادة الثانية من قانون النقابة مؤكدا على ان ذلك "يكفي            لخدمة الشعب"(45).
بدأ عبد الكريم قاسم يتخذ سلسلة من الإجراءات لتقليص نفوذ الحزب الشيوعي العراقي جماهيريا، و ذلك من خلال إزاحته عن قيادة المنظمات الجماهيرية و النقابية، و كتم أنفاس صحافته، و رغم ذلك انتصر الحزب في المؤتمر الثاني للنقابة، نظرا للهيمنة التي لم تهتز للشيوعيين على وسائل النشر(46).
وتم في المؤتمر انتخاب هيئة إدارية جديدة للنقابة من : محمد مهدي الجواهري (نقيبا)، حسن الأسدي (نائبا للنقيب)، و عضوية كل من : عبد الرحيم شريف، محمود شوكت، محمد حسن الصوري، سجاد الغازي، فريد أوفي، نعيمة الوكيل، منير رزوق(47).
ومما يلاحظ على أسماء الهيئة الإدارية الجديدة للنقابة عدم وجود صحفيين كورد بينهم، و يعزي ذلك إلى بروز خلافات عديدة بين الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بحيث بدأ الأخير بتأسيس منظمات جماهيرية خاصة به بعد ان كانوا يدخلون بقوائم موحدة خلال       عام 1959(48).
وفي تلك الفترة ساءت العلاقات بين عبد الكريم قاسم و ملا مصطفى البارزاني يوما بعد يوم(49). و أثر ذلك على الصحافة الكوردية أيضا، و كانت النقابة تدافع عنها، حيث استقبل عبد الكريم قاسم في مساء يوم 14 تشرين الأول 1960 وفدا من النقابة و قدم له الوفد مذكرة اطلع عليها و اظهر اهتماما بما جاء فيها، و علق على التحقيقات التي تجرى في وزارة الدفاع مع بعض الصحفيين بأنها:" مجرد تحقيق... و ليطمئن الصحفيون انهم لن يقدموا هم و لا صحفهم إلى المجالس العرفية..." (50).
ومع ذلك استمرت الحكومة في محاربة الصحافة الكوردية و ملاحقة الصحفيين الكورد و سجنهم، و كانت مجلة هةتاو/ الشمس(51) أولى المجلات التي منعت من الصدور بعد نشرها مقالا بعنوان (تورك و توركمان ل عيَراق دا نية/ لا أتراك و لا تركمان في العراق) بقلم صاحب امتياز المجلة طيو موكرياني(52) ؛الذي اعتقل و أبعد إلى الحلة لمدة شهر، بموجب قرار الحاكم العسكري احمد صالح العبدي؛ الذي عد ما كتبه استفزازا، و من ثم أطلق سراحه بكفالة (300) دينار(53).
وتعرضت جريدة ذين/ الحياة بدورها لملاحقات السلطات و مضايقاتها، حيث أوضح صاحبها احمد زرنك (54) في رسالة له، أرسلت نسخة منها إلى نقيب الصحفيين، أن صاحب السيارة جمال محمد؛ الذي كان يقوم بنقل رزمة الجريدة إلى كركوك القي القبض عليه عند مدخل مدينة كركوك في يوم 17 تشرين الأول 1960، و أرسل مخفورا إلى آمرية الانضباط العسكري في كركوك، و هناك اعتدي عليه بالسب و الشتم و كذلك شتم الجريدة و اللغة الكوردية و الكورد، و بعد توقيفه أرسل إلى مديرية أمن منطقة كركوك ثم أطلق سراحه. و بعد ذلك منعت الجريدة من الصدور بناء على طلب مديرية أمن كركوك، و موافقة  الحاكم العسكري العام(55).
علقت جريدة خةبات على قرار الحاكم العسكري بتعطيل جريدة ذين قائلة: إننا في الوقت الذي نأسف فيه على هذا الأجراء الذي ترك فراغا كبيرا في ميدان الصحافة الكوردية، نرجوا من  المسؤولين ان يرفعوا  قرار المنع عن الصحيفة المذكورة خاصة إنها إحدى الصحف القليلة التي تصدر باللغة الكوردية في الجمهورية العراقية، و نظرا لخدماتها الجليلة التي أسدتها للغة و الأدب و الثقافة الكوردية طيلة السنوات الست و الثلاثين الماضية(56).
أما جريدة خةبات فقد تعرضت هي الأخرى مرتين إلى لفت النظر (إنذار) الأولى، كانت بسبب نشرها مقالا بعنوان "في مديرية السكك الحديدية العامة. منشوران جديدان و فصل مستمر، معنى الفوضوية و إذابة القوميات"، و الثانية بعنوان "إخطار سياسة محاربة القوميتين الكوردية و العربية في تركيا عن طريق فرض اللغة التركية"(57). و عندما ناقشت خةبات مسألة التناقض بين المادة الثانية و الثالثة من الدستور العراقي المؤقت في مقال نشرته بعنوان (الأمة الكوردية و المادة الثانية من الدستور)، أحال الحاكم العسكري رئيس تحريرها إبراهيم أحمد(58) إلى المجلس العرفي العسكري العام، و جرت محاكمته في 27 تشرين الثاني 1960 أمام المجلس العرفي العسكري في معسكر الرشيد ببغداد، و الذي                   أسفر عن تبرئته(59).
وقرر المجلس العرفي العسكري الثاني في معسكر الرشيد في 22 كانون الأول 1960 الحكم على عمر جلال حويزي(60) صاحب جريدة صوت الأكراد بغرامة مالية قدرها (100) دينار، و عند عدم الدفع حبسه حبسا بسيطا لمدة (6) أشهر، و منع الجريدة من الصدور لمدة (10) أشهر و مصادرة ما تبقى من عددها الذي تضمن مقالا افتتاحيا بعنوان "سيدي حسبتك ساهرا فنمت"(61).
تجاه ذلك الوضع الشاذ، و تمادي السلطات العسكرية في اضطهاد الصحفيين، و إحالتهم إلى المحاكم العرفية، نشرت مجموعة من الصحف العراقية و من ضمنها جريدتي خةبات و ئازادي/ الحرية(62) ، مذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء و الحاكم العسكري و وزارة العدل و الإرشاد و الداخلية، ذكروا فيها: "نحن الصحفيون العراقيون نعرب عن شديد أسفنا للمضايقات التي أخذت تتعرض لها حرية الصحافة...، لذا نطالب بوقف التعقيبات ضد الصحف و وقف إحالتها إلى المجالس العرفية العسكرية و إلغاء الأحكام و القرارات الصادرة ضد عدد منها و عدم اتخاذ أية إجراءات مماثلة ضد أية صحيفة في المستقبل احتراما لحرية الصحافة و حرمة                     الصحافة و الرأي"(63).
ورغم ذلك استمرت الحكومة في محاربة الصحف العراقية و ملاحقة الصحفيين و سجنهم، و كانت النقابة تدافع عنهم و تقدم المذكرات التي تدين عمليات اضطهادهم، فأصبحت تحارب في اتجاهين: احدهما، السلطة لتجاوزها على حرية الصحافة وقيامها بتعطيل الصحف و توقيف رؤساء تحريرها، و ثانيهما، أصحاب الصحف أنفسهم الذين يهاجمون النقابة و الصحافة الموالية لها (64).
دعم عبد الكريم قاسم منافسي الجواهري، فأجتمع في 25 شباط 1961 بكل من: الحاج طه الفياض (صاحب جريدة الفجر الجديد) ، رسمي العمل (صاحب جريدة المستقبل)،و اقترحوا على عبد الكريم قاسم مساعدتهم من اجل تنظيم النقابة و تطهيرها من العناصر الدخيلة، و إبعادها عن الحزبية الضيقة، و حصر أعمالها في خدمة الصحافة و الصحفيين. (65) وفي بداية آذار قدم هؤلاء مذكرة إلى الحاكم العسكري العام، أوضحوا فيها: "لقد استطعنا أن نحصل على أسماء الصحفيين المسجلين في سجلات النقابة و قد ظهر لدينا نتيجة التدقيق أن (151) شخصا لا تتوفر فيهم الشروط القانونية و لا ينتمون إلى الصحافة بصلة... نرجو إصدار أمركم للنقابة بشطب أسمائهم من سجل النقابة فورا تمهيدا لأجراء الانتخابات على ضوئها". و قد احتوت تلك القائمة على أسماء صحفيين كورد نذكر منهم : انور مائي، انور عزيز دزيى، بهاء الدين نوري، جمال شالي، حمزة عبد الله، مجيد جلال، حاجي ملا سعيد، حسين هورماني، حسين مردان، محمد ملا عبد الكريم، عبد الله طوران، عثمان مصطفى خوشناو، عبد الله بابا علي برزنجي،رحمه الحاج توفيق(66).
دافع عدد من الصحفيين الكورد عن انفسهم، فنشر جمال شالي توضيحا في جريدة خةبات ذكر فيه:"اعلن للجميع بأنني صاحب مجلة رؤذى نوىَ/ اليوم الجديد(67) التي تصدر شهريا بانتظام في السليمانية..." (68) كما أوضح حافظ مصطفى قاضي(69) ، صاحب مجلة روناهي/ النور، بأن المائي هو أحد محرري مجلة روناهي التي تصدر في بغداد باللغة الكوردية، وانه لم يفقد مطلقا صفة العضوية في نقابة الصحفيين العراقيين منذ تأسيسها و حتى الآن، و أضاف:"أن انور المائي ليس بدخيل على الميدان الصحفي، فله العديد من المقالات القيمة و الأبحاث التاريخية الهامة في الكثير من صحف                      العراق الأخرى"(70).
واستناداً على تلك المذكرة قرر الحاكم العسكري العام في 8 آذار 1961 إرسال لجنة إلى مقر النقابة برئاسة العميد عبد المجيد شريف، و الحاكم عبد الحليم المتولي، و معاون الأمن إبراهيم محمد، لغرض جرد أسماء أعضاء النقابة و معرفة مدى انطباق المادة الخامسة من قانون النقابة عليهم، و أنهت اللجنة
أعمالها في 12 آذار 1961 و بعد أن دققت أسماء الصحفييـن،
ختمت الصندوق و القاصة بالشمع الأحمر (71).
وعلى إثر ذلك التدخل غير المسبوق في شؤون النقابة، أصدرت النقابة مذكرة نشرتها جريدة خةبات تحت عنوان (مذكرة نقابة الصحفيين إلى سيادة الحاكم العسكري العام حول أعضائها و منتسبيها) دافعت فيها عن شرعية منتسبيها مذكرةً أن قانون النقابة ينطبق على جميعهم، و إن الهيئة الإدارية للنقابة الجهة الوحيدة المختصة بالنظر                           في هذه الأمور (72).
وعقد الجواهري مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن ما اسماه بـ (الحملة الظالمة) ضد النقابة و هيئتها الإدارية ، مؤكدا بأن النقابة كانت، و لا تزال نموذجا لنقابة صحفيين في بلد جمهوري متحرر، منتقدا سرعة استجابة السلطات المسؤولة                              لهذه الحملة الظالمة(73).
ورغم ذلك أصدر الحاكم العسكري العام، إستنادا إلى نتائج لجنة الجرد و التدقيق أمراً بشطب أسماء (72) شخصا من المسجلين في نقابة الصحفيين ممن لا ينطبق عليهم تعريف "صحفي" و كان من بينهم من الصحفيين الكورد: انور مائي (عالم ديني سابقا ولاحقاً مدرس)، انور عزيز دزيى (محامي) ، حمزة عبد الله (محامي)،حسين مردان(مستخدم بالاذاعة)،والشيخ عباس باجلان(لا يشتغل بالصحافة)،  معروف خزندار (غير صحفي)، برهان قانع (مذيع بالقسم الكوردي وليس صحفياً)، عثمان أحمد حويزي (مستخدم في بلدية السليمانية ولم يمارس الصحافة) ، محمد الملا عبد الكريم (عامل في وزارة الأصلاح الزراعي) (74).
في الحقيقة أن شطب أسماء الصحفيين المذكورين كما جاء في قرار الحاكم العسكري العام، كان صحيحا وفقا لقانون النقابة المادة (5) التي أكدت، كما مر بنا، على أن النقابة تتألف من جميع الصحفيين الذين يمارسون الصحافة كمهنة رئيسة، فجميع الصحفيين المذكورين أسمائهم كانوا يزاولون مهناً أخرى رئيسة بجانب مهنتهم الثانوية التي هي الصحافة التي كان من الصعب أن يعتمد عليها أحد في ذلك الوقت لإعالة أسرته، سألت محمد الملا عبد الكريم، عن سبب شطب اسمه، فأجاب انه بعد غلق الحكومة للعديد من الصحف، لجأ العاملون فيها إلى مهنهم أو أعمال أخرى، فتعينت في وزارة الإصلاح الزراعي وكنت أعمل في جريدتها (75).
ومع إن ذلك القرار كان صحيحا من الناحية القانونية كما أوضحنا، إلا أن أسباب صدوره كان سياسيا، حيث سبق و أن فعل عبد الكريم قاسم الشيء نفسه مع مديرية السكك الحديدية، حيث فصل فيها عدد كبير من العمال تمهيدا لأجراء الانتخابات فيها، لكي يسيطر عليها الموالين له(76). و تكرر ذلك وحينما عقدت النقابة مؤتمرها الثالث في 8 حزيران 1961 خلا الجو للصحفيين الموالين لقاسم في الوقت الذي كان الصحفيون الشيوعيون و الكورد، إما معتقلين أو ملاحقين من قبل السلطات و شطب أسماء الباقين من النقابة، و لم يشترك آخرون في انتخابات النقابة التي جرت في اليوم التالي، حيث كان عدد المصوتين (103) من مجموع (149) عضو يحق لهم التصويت، و أسفرت النتيجة عن فوز طه الفياض بالرئاسة (النقيب) و توفيق السمعاني نائبا له، و تشكلت الهيئة الإدارية من : ابراهيم علي (محرر في جريدة الزمان)، و زكي أحمد (صاحب جريدة العهد الجديد)، سجاد الغازي (محرر في جريدة الأخبار)، فريد اوفي (سكرتير تحرير جريدة الأخبار)، رسمي العامل (صاحب جريدة المستقبل)، صالح سلمان (محرر في جريدة صوت الأحرار)، عبد الله جابر العاني (رئيس تحرير جريدة الشرق) (77).

الخاتمة

ساهم الصحفيون الكورد مساهمة جيدة في تأسيس أول نقابة للصحفيين في العراق، حيث أن أول اجتماع عقد لذلك الغرض كان يضم صحفيين و هما حمزة عبد الله و صالح الحيدري. علاوة على انه أصبح احد الصحفيين الكورد و هو جلال الطالباني أحد أعضاء الهيئة الإدارية الأولى للنقابة، في حين أصبح صحفي أخر و هو محمد كريم فتح الله احد أعضاء لجنة الضبط في النقابة.
بالرغم من أن قانون النقابة سمح لها بفتح فروع للنقابة في
الألوية (المحافظات) العراقية، إلا إننا لم نجد معلومة تؤكد على أن النقابة فتحت فرعا لها في الألوية الكوردية.
بعد تدهور العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي ،,ومن ثم مع  عبد الكربم قاسم أسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني منظمات جماهيرية و نقابية خاصة به، إلا انه لم يطالب بنقابة خاصة              بالصحفيين الكورد.

الهوامش:
(1)       أديب مروة، الصحافة العربية ـ نشأتها و تطورها، (بيروت، 1961)، ص 465.
(2)       ينظر نص القانون في :جريدة الوقائع العراقية، العدد 991 (18 حزيران 1931).
(3)    للمزيد من التفاصيل حول انقلاب بكر صدقي،ينظر صفاء عبد الوهاب المبارك، انقلاب سنة 1936 في العراق ممهداته و أحداثه و نتائجه، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة بغداد، 1973)، ص 99 و ما بعدها.
(4)       مليح صالح شكر ، تاريخ العمل النقابي للصحفيين العراقيين، بحث منشور على الموقعwww.almannarah.com .
(5)    جماعة الأهالي، تأسست على يد مجموعة من الشباب العراقي المتعلم، منهم: عبد الفتاح إبراهيم، محمد حديد، حسين جميل، عبد القادر إسماعيل، خليل كنة، ثم انضم اليهم عدد من السياسيين و منهم : كامل الجادرجي، جعفر أبو التمن، حكمت سليمان، و للتعبير عن أرائهم و أفكارهم أصدروا جريدة الأهالي في 2 كانون الثاني 1932، للمزيد من التفاصيل ، ينظر: فؤاد حسن الوكيل، جماعة الأهالي في العراق، دار الشؤون الثقافية، (بغداد، 1986).
(6)    كامل الجادرجي، مواليد بغداد 1897، أكمل الدراسة الإعدادية فيها 1913 و نال أجازة الحقوق في بغداد 1926، اشترك في وزارة حكمت سليمان وزيرا للاقتصاد و المواصلات، أسس الحزب الوطني الديمقراطي في 1946، و انتخب سنة 1948 رئيسا لأول جمعية للصحفيين العراقيين، و عمل في إصدار جريدة الأهالي حتى 1961 ، توفي في بغداد سنة 1968 .للتفاصيل ينظر: مير بصري، أعلام السياسة في العراق الحديث،(لندن،2005)،ص ص 273-275.
(7)       مليح صالح شكر ، المصدر السابق.
(8)       المصدر نفسه .
(9)    محمد مهدي الجواهري، شاعر و صحفي عراقي معروف، ولد في النجف في 26 تموز 1899، تلقى تعليمه في المدارس الدينية، اصدر العديد من الصحف في العهد الملكي، و كان يرأس تحرير جريدة الرأي العام بعد ثورة 14 تموز 1958، أصبح أول نقيب للصحفيين، غادر العراق إلى براغ سنة1961. للمزيد من التفاصيل، ينظر: محمد مهدي الجواهري، ذكرياتي ، ج1، ج2 ،(دمشق ، 1991).
(10)    فائق بطي، الموسوعة الصحفية العراقية، (بغداد ، 1976)،ص 409.
(11)    ينظر نص القانون في : الوقائع العراقية، العدد 1280 (3 آب 1933).
(12)    بطي، المصدر السابق، ص 410.
(13)    مليح صالح شكر، المصدر السابق.
(14)    سجادي غازي، نقابة الصحفيين ـ القطر العراقي في عامين 1971 ـ 1972، (بغداد، 1973)، ص 9.
(15)    ينظر نص المذكرة في : بطي، المصدر السابق، ص 410.
(16)    ينظر نص القانون في:جريدة الوقائع العراقية،بغداد، العدد 3510 (16 تشرين الثاني 1954).
(17)  للمزيد من التفاصيل حول أوضاع الصحفيين خلال هذه الحقبة، ينظر: عبد الحسين الياسري، الصحافة العراقية و الحركة الوطنية من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى ثورة 14 تموز 1958،( بغداد، 1978).
(18)    إسماعيل عارف، أسرار ثورة 14 تموز و تأسيس الجمهورية في العراق، (لندن، 1986)، ص 217.
(19)  للاطلاع على الصحف الكوردية الصادرة بعد ثورة 14 تموز 1958، ينظر:جبار محمد جباري،  تاريخ الصحافة الكوردية في العراق ،(بغداد،1973)، ص ص 45- 62؛فرهاد محمد أحمد، جريدة خةبات / النضال 1959 ـ 1961، دراسة تاريخية، (دهوك، 2008)، ص ص 37 ـ 46.
(20)   يقصد بالإعلام المضاد أو المعادي للثورة، هو الإعلام المصري و إذاعة صوت العرب التي أخذت تهاجم الثورة و قادتها بشدة خلال الفترة بين شهري تشرين الثاني 1958 و آذار 1959 كنتيجة لتردي العلاقات بين جمال عبد الناصر و عبد الكريم قاسم حول مسألة الوحدة مع الجمهورية العربية. ينظر اوريل دان، العراق في عهد قاسم تاريخ سياسي 1958 ـ 1963، ترجمة: جرجيس فتح الله ج1،(السويد، 1989)، ص ص 198 ـ 208.
(21)    عبدالفتاح علي البوتاني، التطورات السياسية الداخلية في العراق 14 تموز 1958- 8 شباط 1963، (دهوك، 2007)، ص163.
(22)  حمزة عبد الله، سياسي كوردي معروف، ولد في قرية باشقلا القريبة من بحيرة وان في كوردستان تركيا سنة 1912، أكمل دراسته الابتدائية في زاخو، المتوسطة و الإعدادية في الموصل، خريج كلية الحقوق في بغداد 1936، برز دوره في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) و اصبح سكرتيره حتى سنة 1953، و في بداية سنة 1959، طرد من الحزب بتهمة الانحياز للحزب الشيوعي العراقي و بعدها أعتزل السياسة ، توفي في السليمانية 1998، ينظر: كريم شارةزا، المناضل الوطني حمزة عبد الله،جربدة خةبات ، أربيل،  العدد 946 (تشرين الأول 1999).
(23)  خةبات ، تعد أول جريدة كوردية سياسية علنية ناطقة بلسان حزب كوردي أٌجيزت في العراق، منح الامتياز لها في 11 كانون الثاني 1959، و صدر عددها الأول في 4 نيسان 1959، صاحبها ورئيس تحريرها ابراهيم أحمد، و بعد أن أجيز الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 9 شباط 1960 تنازل له ابراهيم احمد عن امتياز جريدته فأصبحت لسان حال الحزب، صدر منها 462 عددا حتى 28 آذار 1961 ، و الغي امتيازها في 22 تشرين الأول 1961، للمزيد من التفاصيل، ينظر: فرهاد محمد أحمد، المصدر السابق.
(24)  صالح الحيدري، سياسي و صحفي كوردي، برز دوره خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) حيث أسس أول خلية ماركسية في اربيل 1942، مسئول حزب شورةش، عضو اللجنة المركزية لحزب رزطاري / الخلاص، أصبح صاحب امتياز مجلة رزطارى الصادرة بعد ثورة 14 تموز 1958، عمل محررا في جريدة خةبات حتى حزيران 1956، للمزيد من التفاصيل، ينظر: صالح الحيدري، مختارات من مذكرات صالح الحيدري، ط (السليمانية، 2004)، ص 2 ـ 4.
(25)    وائل علي احمد النحاس، تاريخ الصحافة العراقية 1958 ـ 1963، أطروحة دكتوراه غير منشورة،( جامعة الموصل ،1993)، ص 235.
(26)    للتفاصيل حول ذلك، ينظر اوريل دان، المصدر السابق، ص ص 250ـ 251.
(27)    حول عودة ملا مصطفى بارزاني إلى العراق، ينظر: مسعود البارزاني، البارزاني و الحركة التحررية الكردية، الكورد و ثورة 14 تموز 1958، (كردستان،1990)، ص ص 54 ـ 64.
(28)    ينظر نص قانون النقابة في : الوقائع العراقية، العدد 187 (23 حزيران 1959).
(29)    المصدر نفسه.
(30)  المادة (2) ، الفقرة (7) "حماية الصحافة من إفسادها على يد الحكومات الاستعمارية و صنائعها و من تأثير الشركات الاحتكارية كلها" و نصت الفقرة (8) على "مكافحة اختلاق الأخبار و افتعال الأحداث و نشرها مع تأكيد حق الشعب في اطلاعه على الأنباء الصحيحة". ينظر:المصدر نفسه.
(31)    جريدة خةبات، بغداد، العدد 50(8ايلول 1959)؛جريدة اتحاد الشعب، بغداد، العدد 191 (6ايلول 1959).
(32)    خةبات ، المصدر نفسه.
(33)  ذين / الحياة جريدة أدبية ،اجتماعية ،اسبوعية،كانت تصدر في مدينة السليمانية ،صاحبها ورئيس تحريرها ثيرةميًرد ،ومن بعده جميل صائب ونوري أمين محمود واحمد زرنك وطوران ،صدر العدد الأول منها في 26 كانون الثاني 1939،واستمرت في الصدور إلى سنة 1963.جمال خزنةدار،مرشد الصحافة الكردية،(بغداد،1973)،ص 43.
(34)    طوظارا ذين،سيَليمانية، هذمار 1474 (14 ئةيلول 1959).
(35)    المصدر نفسه؛ بطي المصدر السابق، ص 411.
(36)    خةبات ، المصدر نفسه؛ النحاس، المصدر السابق، ص ص 16، 18، 27.
(37)  محمد كريم فتح الله، مواليد السليمانية 1933، أكمل دراسته الابتدائية و الإعدادية فيها، كان أحد المؤسسين للهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين عام 1959، تخرج من أكاديمية العلوم و الإدارة الاجتماعية في صوفيا 1972، توفي في بغداد 2002، ينظر: جمال بابان، أعلام الكورد في العراق،( السليمانية، 2006)، ص 741.
(38)    مليح صالح شكر، المصدر السابق.
(39)  حملي علي شريف مواليد السليمانية 1931، أنهى دراسته المتوسطة فيها و الإعدادية في بعقوبة، التحق بكلية الهندسة ولم يكمل دراسته بسبب نشاطه السياسي، برز دوره كصحفي و سياسي بعد ثورة 14 تموز، و كان له زاوية خاصة في جريدة خةبات، باسم (التعليق السياسي) ينشر فيها باسم مستعار (ئاسو) ، للمزيد من التفاصيل، ينظر: حلمي علي شريف، دوو ليَكولينةوةى سياسي، (سليَمانى، 2001)، ص ص 7 ـ 10.
(40)    خةبات، العدد 61 ( 22 ايلول 1959)
(41)    النحاس، المصدر السابق، ص 238.
(42)    خةبات ، العدد 53 ( 11 ايلول 1959).
(43)    محمد مهدي الجواهري، ذكرياتي، ج2، (دمشق، 1991)، ص 221.
(44)    ينظر نص المذكرة في: اتحاد الشعب، العدد 202 ،(12 أيلول 1959).
(45)    وزارة الإرشاد ، مبادئ ثورة 14 تموز في خطب ابن الشعب البار الزعيم الأمين عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء و القائد العام للقوات المسلحة، (بغداد، 1960)، ص ص 149- 151.
(46)    حنا بطاطو، العراق، الكتاب الثاني الشيوعيون و البعثيون و الضباط الأحرار، ترجمة: عفيف الرزاز، (بيروت، 1992)، ص 236.
(47)    بطي، المصدر السابق، ص 413.
(48)    ماجد حسن علي ،الحركة الطلابية الكوردية في العراق 1926-1970، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة صلاح الدين، 2008)، ص81 ومابعدها.
(49)    عن هذه الخلافات، ينظر: سعد ناجي جواد، العراق و المسألة الكردية 1958 ـ 1970،  (لندن، 1990)، ص ص 52-57.
(50)    النحاس ، المصدر السابق، ص ص 222- 223.
(51)  هةتاو/ الشمس، مجلة أدبية ثقافية اجتماعية نصف شهرية، صدر العدد الأول منها في 15 ايار 1954، و عاودت صدورها بعد ثورة 14 تموز صاحبها و رئيس تحريرها طيو موكريانى، استمرت بالصدور حتى تشرين الثاني 1960، و صدر منها (188) عدداً. ألغي امتيازها في 21 آب 1961 لتوقفها عن الصدور مدة ستة أشهر، فرهاد محمد احمد، المصدر السابق، ص 30.
(52)  طيو موكريانى، مواليد مدينة مهاباد في كوردستان ايرا ن 1903 شارك مع أخيه حسين حسني موكرياني في اصدار مجلتي زارى كرمانجي و روناكي، توفي في اربيل 1977. ئازاد عوبيد صالح، فةرهةنطي رؤذنامةنووسانى كؤضكردووى كورد، طوظارا رؤذنامةظانى، ذمارة 3، هةوليَر (كانونى يةكةم 2000)، ل 215.
(53)    النحاس ، المصدر السابق، ص 223.    
(54)  أحمد زرنك، مواليد السليمانية 1930، و أكمل فيها دراسته الابتدائية و المتوسطة، و الثانوية في كركوك، خريج كلية الحقوق جامعة بغداد 1954، أصبح رئيس تحرير جريدة ذين حتى عام 1963، و يعيش حاليا في السليمانية، مقابلة شخصية معه، السليمانية، في 5 كانون الثاني 2009.
(55)    خةبات، العدد 342 (23 تشرين الأول 1960)؛ ذين ، ذمارة 1570 (20تشرين الاول 1960)؛ مقابلة شخصية مع أحمد زرنك، في 5 كانون الثاني
2009.
خةبات ، العدد 370 (27 كانون الثاني 1960).
(56)    فرهاد محمد أحمد، المصدر السابق، ص ص 75- 76.
(57)  ابراهيم أحمد فتاح، صحفي و كاتب و سياسي كوردي معروف، ولد في السليمانية 1914، أكمل فيها دراسته الابتدائية، خريج كلية الحقوق في بغداد 1937، عمل في الصحافة الكوردية منذ سنة 1933 حيث اصدر مجلة يادطاري لاوان/ ذكريات الشباب، انضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني سنة 1947 و اصبح سكرتيره سنة 1953، اشرف على اصدار جريدة رزطارى و خةباتى كوردستان 1956 و خةبات 1959 و كوردستان 1961، توفي في لندن 1999: للمزيد من التفاصيل، ينظر: ئةحمةد شةريف علي، برايم ئةحمةد ذيان و بةهرةو.. داهينانى، (سليمانى، 2000)،ل 13 و لة ثاش دا.
(58)    للتفاصيل حول محاربة الحكومة لجريدة خةبات، ينظر: فرهاد محمد أحمد، المصدر السابق، ص 74 ـ 85.
(59)  عمر جلال حويزى، مواليد 1915، خريج دار المعلمين الريفية في بغداد، خريج كلية العسكرية في الأربعينات، عمل في سلك الشرطة، خريج كلية الحقوق 1951، مارس المحاماة إلى يوم وفاته في 16 حزيران 1989، ينظر: النحاس، المصدر السابق، ص 59.
(60)    وائل علي أحمد النحاس، سيدي حسبتك ساهرا فنمت، طوظارا راطةياندن،هةوليَر، ذمارة (2) 2004، ل 25.
(61)  ئازادى / الحرية ،جريدة يومية سياسية ،لسان الحزب الشيوعي العراقي –فرع كوردستان ،صاحبها ورئيس تحريرها المحامي نافع يونس .صدر العدد الأول منها في الأول من أيار 1959،وصدر منها (56)عدد حتى 28 تشرين الثاني 1960.جمال خزنةدار،المصدر السابق،ص 68.
(62)    ينظر نص المذكرة في بطي، المصدر السابق ، ص 416.
(63)    المصدر نفسه، ص 418؛ فائق بطي، صحافة تموز و تطور العراق السياسي، (بغداد، 1970)، ص 101.
(64)    النحاس، المصدر السابق، ص ص 241ـ 242.
(65)    جريدة الزمان، بغداد،  العدد 7077 (2 آذار 1961).
(66)    رؤذى نوى،مجلة أدبية،سياسية،اجتماعية،كانت تصدر في السليمانية، صاحب امتيازها جمال شالي.صدر العدد الاول منها في اذار 1960.جمال خزنةدار ،المصدر السابق،ص 80.
(67)    خةبات، العدد 450 (8 اذار 1961).
(68)  حافظ مصطفى قاضي، مواليد دهوك 1929، أكمل دراسته الابتدائية في الموصل و الإعدادية في بغداد، خريج كلية الاقتصاد في بغداد 1955 ، أصبح رئيس تحرير مجلة هيوا/ الامل 1957، اصدر عام 1960 مجلة روناهي/ النور.للمزيد من التفاصيل،ينظر:حافظ قاضي،بيرهاتن ،(دهوك،2004).
(69)    خةبات، العدد 456 (15 آذار 1961).
(70)    خةبات، العدد 457 (16 آذار 1961).
(71)    س المصدر نفسه.
(72)    النحاس، المصدر السابق، ص 243.
(73)    جريدة التقدم ، بغداد،  العدد 643 (1حزيران 1961).
(74)  مقابلة شخصية مع الملا محمد عبد الكريم، السليمانية في 5 كانون الثاني 2009، ولد في 1931 في قرية بيارة التابعة لناحية خورمال، في قضاء حلبجة في محافظة السليمانية، درس دراسة دينية على يد والده الملا عبد الكريم المدرس، امتهن مهنة الصحافة منذ شبابه حيث اصدر مجلة باللغة العربية في قرية بيارة بأسم عروة الوثقى، وهي مجلة دينية سياسية صدر منها (12) عددا ، كما اصدر مجلة دةنطى فقىً، في السليمانية و صدر منها (5) أعداد، عمل محررا في جريدة ذين، ثم انضم للعمل في مجلة هيوا/ الامل الصادرة في كركوك، كما و عمل بعد ثورة 14 تموز 1958 في جريدة ئازادي و بعد تعطيلها أشرف على القسم الكوردي في مجلة الإصلاح الزراعي، إلى ان فصل منها، عضو الاكاديمية الكوردية في اربيل ويسكن السليمانية حالياً.
(75)    حنا بطاطو، المصدر السابق، ص 260.
(76)    بطي، الموسوعة الصحفية، 419. 


الخلاصة باللغتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق