الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

الادراة العثمانية في الموصل 1516-1918


الادراة العثمانية في الموصل 1516-1918
        لم تكن الاوضاع الادارية في الموصل مستقرة بعد دخولها في المجال العثماني سنة 1516، وانما كان يتغير باستمرار بفعل الاحداث السياسية، فاصبحت اول الامر سنجقا تابعاً لولاية دياربكر، وبعد سيطرة سليمان القانوني على العراق سنة 1534 اصبحت الموصل ولاية قائمة بذاتها جنباً الى جنب ولاية بغداد وشهرزور والبصرة. واستمرت كولاية مستقلة في العهد الجليلي(1726-1834)، واصبحت سنة 1850 سنجقاً تابعاً لولاية بغداد بطلب من والي بغداد رشيد باشا من اجل القضاء على الامارة البابانية في السليمانية، وعادت لتصبح  من جديد حاضرة ولاية سنة 1879 والحق بها سنجق السليمانية وكركوك، واستمرت كولاية الى سنة 1918(1).
        كانت ولاية الموصل من الدرجة الثالث تبعاً لمساحتها، فاول تقسيم اداري لها كان تضم: اسكي موصل، تكريت، زاخو، عانة، كشاق، ولم تبقى على ذلك التقسيم وفصلت عنها تكريت وانضمت الى ايالة بغداد وعانة التي اصبحت ضمن ايالة الرقة(2). ويمكن ملاحظة التغيرات التي طرأت على الولاية ضمن فترة دراستنا من خلال الجداول الاتية(3):
التقسيم الاداري لسنجق الموصل عام 1893
الولاية
القضاء
الناحية
القرى



الموصل

الموصل
الشيخان-العشائر السبعة

عقرة
سورجي
132
زيبار
شيروان- مزوري بالا
185
دهوك
مزوري
215
زاخو
سليفاني
109
سنجار
---------
---
ونلاحظ في الجدول عدم ذكر قضاء العمادية، حيث انها اقتطعت من الموصل والحقت بولاية هكاري وعادت مرةً اخرى لتنظم الى الموصل سنة 1894.



التقسيم الاداري للموصل 1907-1908
الولاية
القضاء
الناحية
القرى



الموصل
الموصل
الشيخان-العشائر السبعة
506
عمادية
داودية- برواري بالا- برواري زيري- ريكان-نيروة
185
زاخو
سندي كلي - سليفاني
109
سنجار
تلعفر
--
عقرة
زيبار
132
دهوك
مزوري
215

التقسيم الاداري في الولاية 1912
الولاية
القضاء
الناحية
القرى



الموصل
الموصل
-الشيخان
-العشائر السبعة
-شرقاط
-زمار
68
78
56
40
عقرة
عقرة(مركز القضاء)
سورجي
زيبار
87
45
72
دهوك
دهوك(مركز القضاء)
مزوري
99
116
سنجار
سنجار(مركز القضاء)
42
زاخو
سليفاني
سندي كلي
109
72
العمادية
العمادية(مركز القضاء)
برواري بالا
برواري زيري
ريكان
داودية
43
61
35
57
135




و كان هناك عدد اسباب تؤثر على تلك التغيرات الكثيرة التي تجري على حدود ولاية الموصل ومنها اضطراب الامن بسبب غارات العشائر الكوردية والعربية على الموصل وعصيان الايزديين وهجومهم على طرق القوافل التجارية، وحالات الغلاء والمجاعات كل ذلك كان يؤدي بالنتيجة الى يقوم الولاة باجراء التغيرات الادارية وكل والي حسب ما يراه مناسباً(4).
ان النظام الاداري العثماني الذي كان سائداً في الدولة ومنها ولاية الموصل تقسم الى وحدات كبرى تطلق على الواحدة منها مصطلح( ولايت) وهي كلمة الولاية العربية، اما كلمة (ايالة) فهي كلمة تركية مشتقة من آل تعني سيطر او مارس الحكم، وقد استخدم لاول مرة سنة 1591. وكانت الولاية او الايالة تتقسم بدورها الى وحدات ادارية اصغر تسمى (سنجق)، وهي كلمة تركية تعني العلم او الراية، او (لوا)، من الكلمة العربية لواء وتعني نفس المدلول، والسنجق بدوره تقسم الى وحدات اصغر هي (الاقضية)، وكل قضاء بدوره تقسم الى وحدات اضغر هي النواحي التي تتضمن مجموعة من القرى(5).
        ان الذي كان يتولى شؤون الولاية او الايالة يسمى (بكلر بكي) اي بك البكوات، وهو لقب تركي يطلق على رجال الدولة والجيش على اختلاف درجاتهم، او يسمى مير ميران، وهي كلمة فارسية تعني امير الامراء، باعتباره يتزعم امراء السناجق التابعة لايالته، وحدد قانون الولايات سنة 1864كيفية ادارة الولايات، فالوالي يعين ويعزل من قبل السلطان وله صلاحيات واسعة، يساعده في الادارة كل من: (معاون الوالي) يشرف ويتابع القرارات التي تاتي الى الوالي من مكاتب الولاية، و(الدفتردار)، يشرف على الامور المالية في الولاية، و(المكتوبجي) وهو مسؤول قلم تحريرات الولاية وترجمان الوالي، و(مدير الامور الاجنبية) وهو مسؤول عن العلاقات الخارجية للولاية والوسيط بين حكومة الولاية والقناصل الاجنبية، و(الالاي بك - قائد الضبطية) وهو ضابط تحت امرة الوالي ويشرف على الضباط الاخرين في الولاية(6).
 اما الذي يدير سنجق الولاية فيسمى بـ(سنجق بكي) اي بك اللواء، وله مرتبة مير اللواء وهي كلمة فارسية ايضاً تعني امير لوا. اما الاقضية الاخرى فتدار من قبل القضاة والصوباشي الذي يعني رئيس الدرك او الشرطة، كل حسب اختصاصه، اما امور النواحي والقرى فتدار من قبل من يسمون (كتخدا) وكانوا عادةً من شيوخ تلك القرى(7).
        وللولاية عدة مجالس ومنها (مجلس الولاية العمومي)، وهي اعلى هيئة في الولاية، يتالف من الوالي رئيساً والموظفين الرئيسيين التابعين له، كالنائب والدفتردار والمكتوبجي والمفتي ورئيس المحكمة الشرعية وممثلوا الطوائف غير الاسلامية، يضاف اليهم اربعة اعضاء منتخبين عن كل لواء اثنان منهم مسلمون واثنان من غير المسلمين، وتجتمع هؤلاء بدعوة الوالي مرة في السنة يناقشون فيها امور الولاية. ومن المجالس المهمة ايضاً (المجلس البلدي) التي تاسست سنة 1869، في زمن ولاية مدحت باشا، ومهمتها ادارة الشؤون العامة وتامين الخدمات للاهالي.والمجلس البلدي يتالف من رئيس البلدية الذي يعين من قبل الوالي لمدة اربعة سنوات، وعدد من الاعضاء يتراوح عددهم بين 6-12عضواً، والى جانبهم عدد من الفنيين منهم مهندس البلدية وطبيبها والكاتب وامين الصندوق(8).
        اما الجهاز الاداري في الاقضية فيقف القائمقام على راسها ويعين من قبل الوالي، ويتلقى اوامره من المتصرف الذي يخضع بدوره للوالي، اما موظفو القضاء فقد حدده قانون سنة 1913 بشكل واضح وهم: نائب القائمقام ومدير المال وكاتب التحريرات وقائد الجندرمة وقوميسير(مفوض) البوليس، فضلاً عن موظفي الاوقاف والنفوس والطابو واخرين حسب اهمية القضاء وعدد نفوسها. وفي النواحي يتالف جهازها الاداري من مدير الناحية ومامور الشرطة ومامور المال والطابو. وفي القرى يكون مختار القرية الحلقة الاخيرة من الجهاز الاداري للولاية(9).
         
       



(1)  للتفاصيل، ينظر: شذى فيصل العبيدي، الادارة العثمانية في الموصل في عهد الاتحاديين 1908-1918،رسالة ماجستير غير منشورة،(جامعة الموصل، 1997)، ص 9-18.
(2) خليل علي مراد، تاريخ العراق الاداري والاقتصادي في العهد العثماني الثاني 1638-1750، رسالة ماجستير غير منشورة، (جامعة الوصل، 1975)، ص ص 52-53.
(3)  عن هذه الجداول وغيرها، ينظر: شذى فيصل العبيدي،المصدر السابق،ص ص 16-18؛نسيبة عبد العزيزعبدالله الحاج علاوي، رسالة ماجيتير غير منشورة،(جامعة الموصل، 2002)، ص ص30-31.
(4) نسيبة عبد العزيزعبدالله الحاج علاوي، المصدر السابق، 32.
(5) سعدي عثمان حسين، كوردستان الجنوبية وايالتا بغداد والموصل دراسة في العلاقات السياسية والادارية والاقتصادية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، اطروحة دكتوراه منشورة،(جامعة صلاح الدين- اربيل، 2001)،ص  ص 48-49.
(6) شذى فيصل العبيدي، المصدر السابق، ص ص 38-39.
(7) سعدي عثمان حسين المصدر السابق، ص 49.
(8) شذى فيصل العبيدي، المصدر السابق،ص ص 40- 44.
(9) شذى فيصل العبيدي، المصدر نفسه، 50-56.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق