الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الاتصال السياسي في الاحزاب الكوردية


عرض كتاب:
الاتصال السياسي في الاحزاب الكوردية
الاتحاد الوطني الكوردستاني نموذجاً
للمؤلف: فؤاد علي احمد
يهدف هذا الكتاب الى بيان دور وسائل الاتصال السياسي، لدى الاحزاب الكوردية بشكل عام والاتحاد الوطني الكوردستاني على وجه الخصوص، في الوصول الى الجماهير الكردية خلال المدة(1918-2007)، والكتاب في الاصل رسالة ماجستير، قدمت الى قسم الاعلام جامعة السليمانية .
مارس وسائل الاتصال قديماً وحديثاً دوراً مهماً في التواصل الاجتماعي، لذا اعتقد ان المؤلف كان موفقاً في اختيار هذا الموضوع، كما ان المكتبة الكوردية  بحاجة الى مثل هذا النوع من الدراسات، فضلاً عن التاثير الذي سيتركه هذا الدراسات على الاحزاب الكوردية لكي تحسن من وسائل اتصالها مع الجماهير الكوردية، التي اثبتت هذه الدراسة انها لا تزال تعاني من الضعف في وسائل التواصل مع الجماهير.
ان الخطة التي وضعها المؤلف في تتبع مادته جيدة ومناسبة وشاملة تغطي عنوان الدراسة، وما يؤخذ عليها انه كان من الافضل ادراج العناوين الفرعية الموجود في مضمون الدراسة ضمن الفهرست مع العناوين الرئيسة للدراسة، لان الفهرست تعتبر مفتاح الكتاب وتسهل من فهم محتوى الكتاب. فبدأ في الفصل الاول بعرض عدة تعريفات للاتصال والاتصال السياسي واساليب وانواع وسائل الاتصال السياسي.
كرس الفصل الثاني لدراسة الاتصال السياسي في الاحزاب والقوى السياسية منذ 1918 والى 2007 وقسمها في ثلاثة مراحل، الأولى( 1918 1945)، والثانية ( 1946-1990)، والثالثة(1991-2007) مما يؤخذ على هذا الفصل طول المدة التاريخية التي يغطيها (1918-2007 ) وهي فترة طويلة، انه كان من الافضل حصرها بين المدة (1918-1990) او( 1991-2007)، وعلى هذا الأساس جاء دراسته للفصل الثاني من الكتاب دراسة سطحية غير عميقة، شملت تاسيس الاحزاب واهم وسائل اتصالها دون التطرق الى بيان دور وسائل اتصالها مع الجماهير الكوردية، إذ لم يستشهد بدور اي منها من حيث المقالات التي تنشرها الصحف والمظاهرات السياسية والاضرابات السياسية ومذكرات الاحزاب وفعالياتها...... الا نادراً جداً. فضلاً عن ذلك، وبما انه فصل تاريخي كان عليه ان يتبع المنهج التاريخي في سرد الإحداث، حيث انه لم يلتزم في عدة اماكن بالتسلسل التاريخي وكما انه ابتعد نوعاً ما عن موضوعه الرئيسي وهو العلاقة بين الاحزاب السياسية والجماهير من خلال وسائل الاتصال السياسي وبيان درجة تاثير هذه الوسائل على الجماهير الكوردية، في الوقت الذي انشغل بذكر عدد من الحوادث التاريخية والتي لم يكن موفقاً فيها.
خصص الفصل الرابع لدراسة نشأة وسائل الاتصال السياسي لدى الاتحاد الوطني الكوردستاني واساليبه وتطورها، تطرق اولاً الى ذكر نشأة وتطور الاتحاد الوطني الكوردستاني ومن ثم بحث اساليب ووسائل الاتصال السياسي للحزب مع الجماهير الكوردية وذلك خلال مرحلتين، الأولى:(1975-1990) والثانية( 1991-2007). وهو فصل محوري مهم بالنسبة للدراسة.
اما الفصل الخامس والاخير من الدراسة المعنون(الاتصال السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني ومستوياته) فهو عبارة عن دراسة ميدانية، قام الباحث بتوزيع (170) استبانة على القياديين في الاتحاد الوطني الكوردستاني وعلى المستويات المحددة ومن ثم قام بتحليلها للحصول على معلومات دقيقة وصحيحة. ومن خلال سؤال في الاستبانة حول مدى اهمية الاتصال السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني  اكد (54,11 %) من اجابات القياديين في الحزب على انها مهمة جداً. كما واكد ( 70%) من القادة على انه توجد مشاكل تواجه ممارسة الاتصال السياسي لدى الحزب. وحول سؤال اخر هل ان هناك تخطيط للاتصال السياسي في الحزب، أشار (25,89%) من القياديين على اعتماد مبدأ التخطيط، واشار (44,70%) منهم الى الاعتماد عليه احياناً. وعن سؤال اخر حول التنسيق في الاتصال السياسي، اجاب (18,23%) فقط من القياديين الى الالتزام بالتنسيق و (50%) منهم الى الالتزام به احياناً. وحول الوسائل التي تسخدمها الحزب دائماً في التواصل مع الجماهير، فاخذت الصحافة الاهمية الاكبر مقارنة مع الوسائل الاخرى بنسبة(64,11%) وتليها التلفزيون بنسبة( 53,52%)،ومن ثم الاذاعة بنسبة(34,70%)، والنشرات(27,64%)، واللافتات(24,70%)، الكتب(20,59%)، الانترنت(17,06%)، البوسترات(8,23%).                                                                                                     
واخيراً توصل المؤلف من خلال دراسته لوسائل الاتصال السياسي لدى الاتحاد الوطني الكوردستاني الى تقديم نموذج مقترح يصور فيه العلاقة التكاملية للاساليب العلمية في ممارسة الاتصال السياسي يمكن ان يستفيد منه الحزب وان اهم ما جاء في المقترح هو ان يقوم الحزب باجراء البحوث بشكل منظم ودوري لقياس الرأي العام ازاء الحزب، وان يعتمد على التخطيط والتنظيم في الاتصال السياسي، وان تقوم بين فترة واخرى بتقويم وسائل اتصالها مع الجماهير بعيداً عن المجاملات والعلاقات الشخصية.  
                                                                           فرهاد محمد احمد                
                                                                                   ‏13‏/05‏/2011                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق