الاثنين، 18 مارس 2019

القضية الكوردية في العراق في إطار التنافس السوفيتي- الأمريكي (1946-1975)


القضية الكوردية في العراق في إطار التنافس السوفيتي- الأمريكي (1946-1975)
فرهاد محمد احمد، مدرس، جامعة دهوك،كلية العلوم الانسانية،قسم التاريخ
ملخص البحث
      يشكل الكورد رابع اكبر قومية في الشرق الاوسط ليس لهم دولة، حيث المساومات والمصالح الدولية قسمت وطنهم كوردستان بين اربعة دول هي تركيا والعراق وايران وسوريا، ولم تقم هذه الدول بحل القضية الكوردية بالطرق السلمية أو حتى إعطائهم ابسط الحقوق السياسية والثقافية، لذا برزت داخل المجتمع الكوردي حركات مسلحة وجمعيات سياسية تتخذ من الأسلوب العسكري منهجاً وطريقاً للوصول إلى الاهداف القومية الكوردية، ولأن امكانياتها كانت ضعيفة ومن الصعب الاستمرار في مواجهة الدول التي تحتل كوردستان، حاولت مد جسور العلاقة مع الدول الاقليمية والعظمى، الامر الذي ادى بتلك الدول الى استغلالها لأهدافهم ومصالحهم، وان تكون جزءاً من اللعبة الاستراتيجية وورقة رابحة بايديهم.
      ان هذا البحث محاولة لفهم تلك الصراعات الدائرة في المنطقة، ولأننا اخذنا القضية الكوردية في العراق كنموذج لتلك الصراعات سوف نركز على التطورات التي شهدتها العراق في اطار التنافس الاستعماري على القضية الكوردية، في فترة متميزة من تاريخ العلاقات الدولية وهي فترة 1946-1975. وفقاً لذلك جاءت هيكلية الدراسة بما يتماشى مع منهج البحث التاريخي التحليلي وبالعناوين الاتية:
اولاً: العوامل المؤثرة للقضية الكوردية في التنافس السوفيتي- الامريكي
ثانياً: القضية الكوردية بين التجاذب السوفيتي والاهمال الامريكي(1946-1961)
ثالثاً:المحاولات الكوردية للتقارب من الولايات المتحدة الامريكية(1961-1968)
رابعاً: الدعم الامريكي غير المباشر للقضية الكوردية(1968-1975)








المقدمة
اهمية البحث:
      اخذت القضية الكوردية في العراق جانباً من الاهمية والتاثير في التنافس السوفيتي- الامريكي في المنطقة، بحكم موقع كوردستان الجيوسياسي، وقوة الحركة الكوردية واستمراريتها، واستمرارية الخلافات الاقليمية بين الدول التي تحتل كوردستان، سيما بين العراق وايران، فضلاً عن طبيعة الصراع نفسه بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية اللتين اعتمدتا على الوكلاء ومنها الدول والحركات التحررية من اجل تمرير مصالحهما ونفوذهما. كما تنبع اهمية الدراسة من حيث انه لا تزال الدول التي تحتل اراضي كوردستان، عدا العراق، تستخدم نفس الاساليب السابقة في قمع الحركة الكوردية وبالتالي بقائها دون حل، ولا يستبعد ان تدور الدائرة على الكورد في العراق ايضاً وان يعود النظام العراقي الحالي الى سابق عهوده ويجهض التجربة الفدرالية التي تتعثر في مسيرتها يوماً بعد يوم.
       كما تمتاز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة كونها درست القضية الكوردية في اطار التنافس والصراع الدائر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم ايضاً، وبيان اهم العوامل التي اثرت فيه القضية الكوردية على ذلك التنافس، الذي تاثر به اغلب دول العالم.هذا ما دفعني الى دراسة الموضوع وفهم وتتبع تطورات القضية الكوردية وتأثيرها في السياسة الدولية في تلك الفترة.         
هدف البحث:
      يهدف البحث الى بيان التأثير الذي تركته القضية الكوردية في العراق في التنافس السوفيتي- الامريكي خلال مدة البحث، وتوضيح المراحل التي مرت بها، وكيف ان للسلوك السياسي للدول التي تحتل اراضي كوردستان وخلافاتهما الاقليمية ومواقفها من الدولتين المتنافستين كان عاملاً مهماً في صعود ونزول وتيرة القضية الكوردية واستمراريتها وتحقيقها لجزء من حقوقها القومية في العراق.
مشكلة البحث:
      يشكل الكورد رابع اكبر قومية في الشرق الاوسط ليس لهم دولة، حيث المساومات والمصالح الدولية قسمت وطنهم كوردستان بين اربعة دول هي تركيا والعراق وايران وسوريا، ولم تقم هذه الدول بحل القضية الكوردية بالطرق السلمية أو حتى إعطائهم ابسط الحقوق السياسية والثقافية، لذا برزت داخل المجتمع الكوردي حركات مسلحة وجمعيات سياسية تتخذ من الاسلوب العسكري منهجاً وطريقاً للوصول إلى الاهداف القومية الكوردية، ولأن امكانياتها كانت ضعيفة ومن الصعب الاستمرار في مواجهة الدول التي تحتل كوردستان، حاولت مد جسور العلاقة مع الدول الاقليمية والعظمى، الامر الذي ادى بتلك الدول الى استغلالها لأهدافهم ومصالحهم، وان تكون جزءاً من اللعبة الاستراتيجية وورقة رابحة بايديهم، سيما ان بين الدول التي تحتل كوردستان مشاكل اقليمية، ومواقف سياسية واقتصادية متباينة وغير محايدة من الدولتين المتنافستين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية، فالورقة الكوردية بالنسبة للدول التي تحتل كوردستان تستغل من اجل مطامع على الارض ومنافع سياسية كثيرة، وبالنسبة للدول العظمى تستغل من اجل تغير ولاءات تلك الدول لتتحالف معها او على الاقل جعلها محايدة. ومن جهتها كانت الحركة الكوردية هي الاخرى تستفيد في بعض الاحيان بدورها من تلك الصراعات الاقليمية والدولية، ولكن في اغلب الاحيان كانت هي ضحية مؤامرات تلك الدول، كونها الحلقة الأضعف في سلسة مصالح الدول الاستعمارية، حيث أنها تاتي بعد مصالح الدول التي تحتل كوردستان بحكم ارتباط منطقة الشرق الاوسط بالصراع الدائر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية.
فرضية البحث:
   تنطلق الدراسة من فرضية اساسية مفادها، ان القضية الكوردية في العراق كان لها التاثير في التنافس السوفيتي- الامريكي ، وان القيادة الكوردية ايضاً استفادت من ذلك التنافس، ولعل الاستمرارية التي امتازت بها الحركة الكوردية في العراق، يرجع الى فهم قيادتها لذلك التنافس الاقليمي والدولي، عليه ان الفرضية تعرض عدة تساؤلات منها:
-       ما هي عوامل تأثير القضية الكوردية في التنافس السوفيتي- الامريكي؟
-       كيف استخدم المتنافسان القضية الكوردية لصالحهم وايهما بشكل اكثر؟
-       ما مدى استفادة القيادة الكوردية من ذلك التنافس؟
هيكلية البحث:
        جاءت هيكلية البحث بما يتماشى مع منهج البحث التاريخي التحليلي وبالعناوين الاتية:
اولاً: العوامل المؤثرة للقضية الكوردية في التنافس السوفيتي- الامريكي
ثانياً: القضية الكوردية بين التجاذب السوفيتي والاهمال الامريكي(1946-1961)
ثالثاً:المحاولات الكوردية للتقارب من الولايات المتحدة الامريكية(1961-1968)
رابعاً: الدعم الامريكي غير المباشر للقضية الكوردية(1968-1975)


اولاً: العوامل المؤثرة للقضية الكوردية في التنافس السوفيتي- الامريكي
انطلقت الحرب الباردة(Cold War)  (1946-1991)بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية بالاساس كحرب بالوكالة والسباق نحو تشكيل الاحلاف وتعزيز الصداقات مع تلك الدول التي من خلالها تستطيع تحقيق مصالح تمكنها من ردع الطرف الآخر، بما ان الرقعة الجغرافية التي تشكلها كل من تركيا والعراق وايران وسوريا تمتلك مميزات جيوسياسية واقتصادية بالغة الاهمية، فان وجود الكورد في هذه الدول ايضاً له اهمية ستراتيجية قصوى كونهم موزعين بين تلك الدول الاربعة([1])، ويشكلون اقليماً موحداً من اراضي تلك الدول([2]). ومن هذا المدخل كان ياتي التنافس السوفيتي-الامريكي على القضية الكوردية، حيث بامكان كل طرف استخدام الورقة الكوردية للتأثير في القرار السياسي والاقتصادي لتلك البلدان. ويمكن عرض العوامل المؤثرة للقضية الكوردية في التنافس السوفيتي- الامريكي بالشكل الآتي:  
ا- موقع كوردستان الجيوسياسي:
          تعد كوردستان منطقة مهمة بحكم موقعها الجيوسياسي القريب من الخليج العربي والبحر المتوسط، وبين ثلاث مراكز للقوى في الشرق الاوسط وهي تركيا وايران والعراق، فضلاً عما تحتوي من كميات هائلة من الثراوات الاستراتيجية المهمة كالنفط والمياه، ويمكن القول ان الاهمية الاستراتيجية لكوردستان نابعة من الاهمية الاستراتيجية لكل من العراق وايران وتركيا وسوريا والمنطقة عموماً لأنهم يمثلون قلب الشرق الاوسط ومحط تنافس وصراع اقليمي ودولي اسهم في ارتفاع رصيدهم الجيوستراتيجي في الشؤون والتوازنات الاقليمية والدولية ([3]).
2- قوة الحركة الكوردية في العراق:
افرزت الحرب العالمية الاولى(1914-1918)، اثر بروز دول قومية عنصرية توسعية، متغيرات دولية جديدة في تشكيل بنية الدول، سيما التي تشكلت فيما بعد الحرب، إذ ان النزوحات البشرية والانتقال القسري للمجموعات البشرية والضم القسري لبعض القوميات الاخرى، تركت اثارها على تركيبة بعض الدول لا سيما في العالم الثالث، تتميز بانها دول مركبة وهجينة حتى باتت الدولة الواحدة تعبر عن وجود اكثر من قومية أو جماعة دينية واحدة([4])، كالدولة العراقية مثلاً التي تشكلت في 23 اب 1921 التي ضم اليها ولاية الموصل، ذي الاغلبية الكوردية، قسراً دون رغبة اهاليها، ومنذ ذلك التاريخ بدأت معاناة الكورد في العراق، حيث رفضت الحكومات العراقية المتعاقبة حل المسألة الكوردية بالطرق السلمية، واستخدمت القوة في القضاء على الحركات الكوردية المسلحة الواحدة تلو الاخرى([5]). وفي الوقت نفسه تميزت الدولة العراقية بعدم الاستقرار السياسي الداخلي، مقارنة بباقي الدول الاخرى التي تحتل كوردستان، سيما مقارنة بايران، مما كان له اثره البالغ على قرارها السياسي والعسكري، حيث جعل موقفها ضعيفاً امام المطامع الاقليمية، ومتذبذباً من الدولتين المتنافستين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية، فترك مردوده الايجابي على الحركة الكوردية ومهدت لها الارضية المناسبة لأن تتحرك في علاقاتها اقليمياً ودولياً، وان تكون لها القابلية في الاستمرار في محاربة الحكومات العراقية عكس باقي الاجزاء الاخرى من كوردستان. ولعل ثورة ايلول التي انطلقت عام 1961 واستمرت الى عام 1975، تعد من اهم الثورات التي قادها الكورد في العراق.
3- التنافس الاقليمي:
          امتازت العلاقات بين الدول الاربعة التي تحتل اراضي كوردستان بالتذبذب وعدم الاستقرار، حيث بين الدول الاربعة خلافات ومشاكل عديدة، وكانت القضية الكوردية احدى اهم اسلحتهم في محاربة بعضهما البعض، وان الدولة الايرانية هي الاكثر تورطاً في القضية الكوردية مقارنة بباقي الدول الاخرى، لأجل تحقيق مطامع على الارض، ومنافع سياسية اخرى، الامر الذي كان يدفع بالدولة العراقية احياناً الى التنازل لايران لوقف دعمها للقضية الكوردية كالذي حصل في اتفاقية الجزائر عام 1975([6]). يمكن القول بان ايران كانت الرابح الاكبر في استغلالها للورقة الكوردية ضد الدولة العراقية([7])
4- التنافس الدولي:   
لم تكن الحرب العالمية الثانية(1939-1945) تنتهي حتى كان التنافس بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة واضحاً للعيان، وكان السمة الغالبة في اوربا هو الستار الحديدي ((The Iron Curtain([8])، الذي فرضه الاتحاد السوفيتي في اوربا الشرقية بين السنوات(1945-1948)، ورداً على ذلك اعلن رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان (Truman (Harry(1945-1953)، في الثاني عشر من اذار 1947 مبدأ ترومانTruman) Doctrian  ) الاحتواء أو التطويق Contaiment or Encircling) ) لإحاطة الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية بسلسلة من الأحلاف والقواعد العسكرية، لمنع النشاط الشيوعي من التسلل إلى مناطق نفوذها. وتلا ذلك موافقة الكونكرس على مشروع مارشال الذي اعلنه جورج مارشال (G. Marshal)، وزير خارجية الولايات المتحدة، في الخامس من حزيران 1947 لدعم الدول الاوربية اقتصادياً لكي تتمكن من النهوض بمجتمعاتها وفق الاسس الديمقراطية المناهضة للشيوعية([9]). ورداً على ذلك المشروع انشأ الاتحاد السوفيتي مكتب الإعلام الشيوعي كومينفورمComenfrom) ) في 9 ايلول 1947 وهي مكتب الاستعلامات لدى الاحزاب الشيوعية ويقضي بالانقياد الى الاتحاد السوفيتي في كفاحه ضد الامبريالية. كذلك انشأ الكوميكون Comicon)) في 25 كانون الثاني 1949 وهي لجنة التعاون الاقتصادي الأوروبي (OEEC)، لتنسيق السياسة الاقتصادية في أوروبا الشرقية، وكمحاولة لتقويض التأييد الغربي لمشروع مارشال([10]). وبتاسيس المشروعين اصبح العالم منقساً بين معسكرين، الاول بزعامة الولايات المتحدة والثاني بزعامة الاتحاد السوفيتي يكنان لبعضهما العداوة، وبذلك اتخذ الصراع بينهما شكل الحرب الباردة([11]).
بما ان هذه الحرب بدأت بالاساس كحرب بالوكالة والسباق نحو تشكيل الاحلاف وتعزيز الصداقات مع تلك الدول التي من خلالها تستطيع تحقيق مصالح تمكنها من ردع الطرف الآخر، فكان التنافس بين الطرفين على الدول التي تحتل اراضي كوردستان شديداً بحكم ما تمتلكه هذه الدول من موارد وامكانيات ذات قيمة ستراتيجية عظمى، ومن هذا المنطلق تاتي اهمية القضية الكوردية، حيث بامكان كل طرف استغلال الورقة الكوردية للتأثير في مواقف تلك البلدان([12]). فكوردستان بالنسبة للولايات المتحدة خط دفاعي غربي استراتيجي في وجه الاتحاد السوفتي من الوصول الى المنطقة لقربها الشديد من آبار النفط. ومن وجهة نظر الروس فان كوردستان تعد متدخلاً استراتيجياً مهماً للوصول الى المنطقة وكسر الطوق الغربي، لانها تمثل مفتاحاً سياسياً وعسكرياً للتوسع السوفياتي في الشرق الاوسط([13]).
ثانياً: القضية الكوردية بين التجاذب السوفيتي والاهمال الامريكي(1946-1961)
 بدأت الحرب الباردة في الشرق الاوسط بعد ان اعلن الاتحاد السوفيتي عدم انسحابه من ايران وفقاً لمعاهدة  طهران عام 1943 التي اقرت على الانسحاب بعد ستة اشهر من انتهاء الحرب، حيث اشترط الاتحاد السوفيتي بعدم مغادرة قواته لايران الا بعد منحه امتيازاً للنفط، ومارس ضغطاً على الحكومة الايرانية من خلال دعمها للكورد والازريين بتاسيس جمهوريات انفصالية لهم في مناطقهم عام 1945([14]). وحول الدور السوفيتي في تاسيس جمهورية كوردستان، يذكر ملا مصطفى البارزاني:" ان الوضع العالمي الخاص هو الذي حمل الروس على مساعدتنا ويحتاج الروس الان الى تواجدنا في المنطقة وبامكاننا الاستفادة منهم للعمل على استقلال كوردستان"([15]). وعلى اثر موافقة ايران للمطلب السوفيتي والذي ادى الى انسحاب الجيش السوفيتي، تمكنت ايران من الاجهاز على الجمهورية الكوردية والقضاء عليها([16]). وحينذاك ذكر البارزاني في تقيميه للموقف السوفيتي:" ان الكورد لم يهزموا على يد الجيش الايراني، بل ان الاتحاد السوفيتي هو الذي هزم من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العظمى"([17]). وعلى هذا الأساس يمكن القول ان القضية الكوردية كانت احدى الأسباب لبدء الحرب الباردة ونقطة انطلاقها في الشرق الاوسط، كما ان الكورد يعدون اولى ضحاياها ايضاً.  
          ولعل التخلي السوفيتي للقضية الكوردية كان سبباً في ان يطلب البارزاني من جورج.ف.اللن (George.F. Alan) سفير الولايات المتحدة في ايران، اللجوء الى الولايات المتحدة مع شعبه، لكن السفير رفض طلبه معللاً السبب ان طلبه يكتنفه صعوبات عديدة من حيث تكاليف النقل وتوفير مكان لهم فضلاً عن ان طلبه يحتاج الى موافقة الكونكرس([18]). ويمكن القول ان الولايات المتحدة رفضت طلب البارزاني لانها لا تريد ان تسوء علاقتها مع العراق وايران وتركيا التي تربطها بها بمصالح يمكن ان تستغلها في مواجهة الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي اصبح البارزاني يهدد مصالحها في المنطقة، وهنا يظهر بشكل واضح الحلقة الضعيفة للكورد في سلسلة المصالح الدولية في المنطقة.
وعندما قرر البارزاني اللجوء الى الاتحاد السوفيتي في 19 حزيران 1947 لم تعره الحكومة السوفيتية أي اهتمام([19]) لانها كانت منهمكة بصراعها مع الولايات المتحدة في اوربا، ومن ثم تحول منافستهم الى الشرق الاقصى لنصرة الحركة الشيوعية في الصين التي توجت بانتصارها سنة 1949، ومن ثم اهتمت بنصرة كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية الموالية للولايات المتحدة خلال الفترة 1950 -1953 ([20]). فضلاً عن الموقف العدائي لباقروف، رئيس جمهورية اذربيجان الديمقراطية، من البارزاني ومعاملته السيئة لكورد العراق في الاتحاد السوفيتي([21]). 
تغيرت الاستراتيجية السوفيتية في الشرق الاوسط بعد الزيارة التي قام بها جون فوستر دالس( John Foster Dulies)، وزير خارجية الولايات المتحدة، الى الشرق الاوسط لتشكيل منظمة للدفاع عن الشرق الاوسط سنة 1952([22])، وبعد موت ستالينJoseph. Stalin)  ) (1924-1953) في 15 اذار 1953 ومع وصول نيكيتا خورتشوف (Nikita Sergeyevich Khrushchev) (1953-1964) الى الحكم تغيرت بشكل اكثر الستراتيجية السوفيتية، فمن جهة اعلن مبدا التعايش السلمي (Peaceful Coexistence) في علاقاته مع الغرب([23])، ومن جهة اخرى بدأ يهتم بشكل اكثر بالشرق الاوسط، سيما بعد ان استمرت الولايات المتحدة في سياستها لعزل السوفيت في الشرق الاوسط من خلال تاسيس حلف آخر يتكون من تركيا والعراق وايران وباكستان والذي تشكل بعد ان تبنته بريطانيا، سنة 1955 باسم حلف بغداد([24]). فجاءت هذه الاستراتيجية الجديدة من خلال دعم الاتحاد السوفيتي للأحزاب الشيوعية في تلك البلدان، ولان الكورد يشكلون عنصراً مهماً في اغلب البلدان التي تتشكل منها حلف بغداد، اراد ان يستغل الورقة الكوردية وخلق اضطراب من شأنه تقويض هيمنة الولايات المتحدة وازاحة الأنظمة التابعة لها([25]). لذا بدأ يهتم بالبارزاني الذي التقى بخروتشوف وعرض له قضية الشعب الكوردي وطلب مساعدة الاتحاد السوفيتي للقضية الكوردية في العراق([26]). وتؤكد الوثائق السوفيتية بان السوفيت وافقوا على طلب البارزاني بتشكيل كيان كوردي، وبررت احدى تلك الوثائق السبب في ذلك بان اغلب دول المنطقة اصبحوا اعداء للسوفيت ولم يبق الا الكورد ليكونوا اصدقاء لهم([27]).
وفي كوردستان العراق، التي كانت لا تزال تعيش صدمة سقوط جمهورية كوردستان، دب نضال سري فيها  قاده الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسسه في 16 اب 1946، حيث بدأ يغذي الشارع الكوردي بالافكار الماركسية من خلال صحافتها كجريدة رزطارى( الخلاص) لسان حال الحزب مثلاً، التي كانت تنشر مقالات تهاجم فيها:"سياسة الاستعمار وجيوشه ومشاريعه ومعاهداته ومراكزه وامتيازاته"([28]). وفي المقابل بدأت الولايات المتحدة تبدي بعض الاهتمام بالكورد، فأصدرت في بداية الخمسينات صحيفتين كورديتين، الأولى تسمى ثةيام (الرسالة) و التي صدرت في بغداد في 15 حزيران 1953، والثانية تسمى وروداوى هةفتى(الاخبار والاحداث الاسبوعية) التي صدرت ايضاً في بغداد في 28 حزيران 1953([29])، اللتان حاولتا تلميع صورة امريكا لدى الكورد، ونشر المواضيع التي تعادي الاتحاد السوفيتي والدول الموالية له([30]).
وبتغير السياسة السوفيتية تجاه البارزاني حدث تعاون وتنسيق بين الحزب الشيوعي العراقي والديمقراطي الكوردستاني، حيث جاء في كونفرانس الحزب الشيوعي عام 1956 تثبيت مطاليب الكورد في برنامج الحزب بوضوح اكثر ، كما ان جمال عبد الناصر الذي كان حينذاك يعد حليفاً قوياً للاتحاد السوفيتي في الشرق الاوسط، استقبل عام 1957 وفداً مشتركاً من الحزبين، وعلى اثر هذه الزيارة بدأت اذاعة القاهرة تبث برامجها باللغة الكوردية ايضاً([31]).
          وجاء التغير الذي كان ينتظره الاتحاد السوفيتي، حيث نجح عبدالكريم قاسم في الاطاحة بالحكم الملكي(1921-1958) الموالي للغرب في ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958، وحتى لا تستغل القضية الكوردية من جانب الغرب([32])، اعرب النظام الجديد في العراق عن خطوات جريئة وفريدة من نوعها بخصوص منح الكورد حقوقهم، ومنها اعلان الدستور العراقي المؤقت في 27 تموز 1958 الذي ضم في مادته الثالثة نصاً يقول:" يقوم الكيان العراقي على أساس من التعاون بين المواطنين كافة باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم ويعتبر العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية"([33]). فضلاً عن ذلك أصدرت الثورة قانوناً بالعفو العام عن المشاركين في ثورة بارزان 1945 وصدرت قائمة بأسماء (101) من البارزانيين المشمولين بالعفو العام الشامل، كان على رأس القائمة ملا مصطفى البارزاني ويليه الشيخ احمد البارزاني. ووافقت حكومة الثورة على عودة البارزاني الذي وصل إلى العراق في الخامس من تشرين الاول سنة 1958([34]).
انتهج الحزب الديمقراطي الكوردستاني بدوره، بعد الثورة، خطاً ماركسياً، حيث ذكرت صحيفة الحزب خةبات/ النضال في اول عدد لها، صدر في الرابع من نيسان 1959، أنها:" ستقف موقف المحارب العنيد ضد الاستعمار العالمي الذي يأتي الاستعمار الأمريكي على رأسه وضد الرجعية وضد الإقطاعية مساهمة في تجنيد قوى الشعب الكوردي في النضال المشترك مع الشعب العربي... ستدافع خةبات عن سياسة الصداقة والتعاون بين العراق وسائر البلدان عامة ودول المعسكر الاشتراكي خاصة وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي العظيم والصين الشعبية. ان حزبنا الحزب الديمقراطي الموحد لكوردستان يعتبر صداقة الاتحاد السوفيتي ومؤازرته للعراق حجر الزاوية في قضية استقلاله وازدهاره الاقتصادي والاجتماعي.." ([35]). وعلى هذا الأساس قدم البارزاني تهاني الشعب الكوردي إلى عبد الكريم قاسم بمناسبة خروج العراق من معاهد حلف بغداد([36]).
لكن التطورات بين الكورد والحكومة اتخذت مساراً اخر في اواخر عام 1960 وساءت العلاقات بين البارزاني وعبد الكريم قاسم، وعلى اثر ذلك توجه البارزاني في السادس من تشرين الاول 1960 إلى الاتحاد السوفيتي بهدف المشاركة في احتفالات ذكرى ثورة اكتوبر، ولم ينس البارزاني بعد لقائه بالمسؤلين السوفيت ومنهم خروتشوف ان يذكر لهم مدى  الجفاء بينه وبين قاسم وطلب منهم التدخل لحل خلافاتهما([37]). يبدو ان البارزاني لم ينل مبتغاه من السوفيت فعندما عاد إلى العراق وجد ان قاسم اتخذ سلسلة من الاجراءات لإضعاف مركزه، لذا توجه مباشرة إلى بارزان واستعد للثورة([38]). يظهر ان السبب في عدم قيام السوفيت بالتدخل لصالح البارزاني هو التغير الذي طرأ على الاستراتيجة السوفيتية في الشرق الأوسط، وهي دعم الانظمة الحاكمة التي تؤيدها في سياستها بدلاً من الاحزاب الشيوعية التي فشلت في القيام بدورها في قلب أنظمة الحكم لصالح الاتحاد السوفيتي([39]).
يستنتج مما سبق، ان القضية الكوردية خطت خطوات مهمة باتجاه ان تكون لها قيمة في التنافس السوفيتي-الامريكي، ولأن المنطقة كانت تضم دولاً عدة متحالفة مع الولايات المتحدة، لهذا وجد الاتحاد السوفيتي في الكورد اداة يمكن الاستفادة منها في زعزعة ذلك التحالف، وخلق مشاكل قد تؤدي الى تغير سياسات تلك الدول باتجاه التحالف معها كالذي حدث في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958، ومن ثم تقوم بتهدئة الكورد كي لا يكونوا  مرةً اخرى اداة يمكن استخدامها ضدها. وبالنسبة لقائد الحركة الكوردية، فانه كان يفهم حجم القضية الكوردية في التنافس الدولي، وانه منذ اندلاع ثورة ايلول 1961، بدأ يفهم ان امكانية التعامل مع الولايات المتحدة فيها فائدة اكبر للحركة الكوردية مقارنة بالتعامل مع الاتحاد السوفيتي، وكان يؤكد  فيما لو ساعدت الولايات المتحدة الكورد فانه سيقطع جميع صلاته مع الاتحاد السوفيتي، ومن اجل ذلك عمل بجد ولم ييأس من رفض طلباته المتكررة طيلة فترة (1961-1968) الا ان حقق هدفه.
ثالثاً:المحاولات الكوردية للتقارب من الولايات المتحدة الامريكية(1961-1968)
شن قاسم الحرب على الكورد في ايلول 1961، ودعمه الاتحاد السوفيتي، حيث ارسل قاسم وفداً إلى موسكو لطلب المساعدة العسكرية منها وللتأكيد على ان البارزاني "عميل امبريالي"، حيث قيمت جريدة دير شبيكل Der Spiegel)) الالمانية موقف السوفيت بالقول:" ان قاسم الذي سيكون اسير الصنيع السوفيتي سوف يكون اكثر فائدة لهم في الشرق الاوسط من زعيم الكورد الرٌحَلْ"([40]).  الا ان الحكومة السوفيتية لم تترك البارزاني لوحده ليستقبل الدعم الغربي ضد حليفتها العراق، فكانت سفارتها في بغداد تمد الثورة الكوردية بالمال اللازم، كما كان هناك خطة سرية للاستخبارات السوفيتية (K.G.B) لنقل الاسلحة والمعدات الى الثورة([41]). ومع ذلك بدأ البارزاني يبحث عن تكوين علاقات مع الغرب سيما بريطانيا والولايات المتحدة، فبالنسبة للاخيرة يتحدث الصحفي الامريكي دانا ادمز شمدت الذي قابل البارزاني في عام 1962 كيف انه اظهر رغبته في اقامة العلاقات مع الولايات المتحدة ولنذكر ما دار من حديث بين الاثنين: كان البارزاني يعول في اغلب الاحيان إلى امكانية الحصول على نوع من المعونة من امريكا، وقال أتظن انه من الممكن الحصول على مساعدة من الولايات المتحدة فاجبت اني في الواقع لا اعتقد ذلك ما دام حلفنا مع ايران وتركيا في السنتو قائماً، ان الترك وايران سيعتبرونه عملاً غادراً منا، ورد البارزاني ساعدونا سراً أو علانية بالسلاح والمواد الغذائية أو حتى بالمال ساعدونا بالقضاء على عبد الكريم قاسم وسنجعل العراق اصدق حليف لكم في الشرق الاوسط ... ليس بوسعكم تجاهلنا ولا هو من مصلحتكم، ... واننا لنرغب في ان نقدم كل ضمانات ممكنة اذا ما اشترطت الولايات المتحدة على الكورد لقاء مساعدتها لنا، ... سنعطي كلمة شرف بان لانعمد إلى ايثارة الكورد في تركيا وايران". واشار إلى الحزب الشيوعي العراقي واكد: هذا الحزب هو نصير الاتحاد السوفيتي فان ساعدتمونا جعلناه نصيراً للولايات المتحدة"([42]).
وتذكر وثيقة امريكية مؤرخة في 20 ايلول 1962 بان ممثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد التقى بممثلي السفارة الامريكية في بغداد، الذي اوضح بان للكورد رغبة شديدة في التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية، وذكر بان البارزاني لا يثق بالسوفيت ومستعد بان ينظف الحركة الكوردية من الاشخاص غير المرغوبين بهم، وبالتعاون مع الشخصيات العراقية القديمة من اجل اعادة حلف بغداد، واعطاء معلومات مفصلة عن الاحداث السياسية والعسكرية في كوردستان والعراق، سيما ان لدى الحركة الكوردية جهاز استخبارتي قوي، وان للحزب علاقات جيدة مع ايران التي تساعد الحركة الكوردية، ومن خلالها تستطيع الولايات المتحدة مساعدة الحركة الكوردية مادياً وعسكرياً([43]).  
          يظهر مما سبق، ان البارزاني اراد ادخال الكورد ضمن السياسة البرجماتية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ويظهر لها مدى فائدة الكورد في صراعها مع الاتحاد السوفيتي، وبحسب تفسير مسعود البارزاني، رئيس اقليم كوردستان العراق، ان البارزاني كان يعتقد ان للولايات المتحدة امكانيات عظيمة ولها علاقات اوثق مع تركيا وايران، كما ان صلتها بالدول العربية اوثق بكثير من صلات الاتحاد السوفيتي بها([44]). ولكن حينذاك لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع الكورد فهي كانت لا تزال تتبع مبدأ ايزنهاور (Eisenhowor Doctrine) "ملء الفراغ" الذي أعلنه الرئيس دوايت ايزنهاور ( Dwight (Eisenhow(1953-1961) لملىء الفراغ الداعي إلى نشر السلام والاستقرار في الشرق الاوسط لذا كانت تتجنب اثارة مشاعر التيار القومي المناوىء لاحلافها.كما كانت مشغولة بالتطورات والمستجدات التي طرأت على الساحة الدولية ومنها الازمة الكوبية عام 1962 التي رفعت من حدة الصراع بين الكتلتين وكادت تصبح الحرب الباردة حرباً فعلياً لولا تنازل السوفيت وانسحابهم لصواريخهم من كوبا([45]). كما كانت لها شكوك عميقة باعتبار ملا مصطفى البارزاني" الملا الاحمر"، خاضعاً للنفوذ السوفيتي([46]). واستمرت الولايات المتحدة على هذا الموقف طيلة حكم الرئيس جون كندي (John Kendy) (1961-1963) مع تغيرات ايجابية لصالح القضية الكوردية خلال فترة حكم الرئيس ليندون جونسون Lyndon Johnson) )(1963-1968)، كما سياتي شرح ذلك، فهي على العموم حافظت على سياستها الخارجية بخصوص الشرق الاوسط والقضية الكوردية التي تستند الى: 1- استقرار الشرق الاوسط ومنع انتشار النزاعات الداخلية. 2- ضمان وسلاسة تدفق الامدادات النفطية الى الغرب. 3- وجود ايران قوية وصديقة للغرب. 4- تقوية العلاقات الامريكية الاسرائيلية([47]). اي تحقيق الاستقرار الاقليمي على حساب القضية الكوردية.  
          اطاح حزب البعث العربي الاشتراكي بنظام قاسم في انقلاب قاده في الثامن من شباط 1963، وكان للدعم الغربي لا سيما وكالة المخابرات الامريكية دوراً فاعلاً في هذا الانقلاب، وبذلك تغير النظام العراقي من حليف للاتحاد السوفيتي إلى حليف للقوى الغربية، هذا ما جعل الاتحاد السوفيتي ان يتحين الفرص لازاحة ذلك النظام الموالي للغرب([48]). ولكي يتجنب النظام الجديد، خطورة الحركة الكوردية وحتى لا يستغلها الاتحاد السوفيتي وتحت ضغط سفارة الولايات المتحدة، بدأت بالمباحثات مع الحركة الكوردية، حيث يذكر جلال الطالباني الذي ترأس الوفد الكوردي لاجراء المفاوضات في بغداد، انه قابل ممثلين من السفارة الامريكية في بغداد وهما جيمس ليكنز ووليم لنكلن James Lykins) (William Lincoln)) اللذان أوضحا له بانهما يحملان رسالة من حكومة الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية العراقية، وفيها يؤكد على اعطاء الكورد حقوقهم القومية مقابل توقف العمليات العسكرية ضد الحكومة العراقية الجديد([49]). يبدو شفهياً كان المسؤولون الامريكيون يؤكدون على الحقوق الكوردية، ولكن رسمياً كانوا يؤكدون على الثابت في السياسة الامريكية بخصوص القضية الكوردية وهي: "انها قضية داخلية عراقية"، هذا ما اكدته وثيقة امريكية ذكرت اجتماع جلال الطالباني بالمسؤولين الامريكيين في بغداد بالتفصيل، ومما جاء فيها:" ان الولايات المتحدة سوف تنزعج بشدة فيما لو فشلت المباحثات الكوردية مع الحكومة العراقية، وان سياسة الولايات المتحدة هي نفسها ولم تتغير وهي ان القضية الكوردية هي شأن داخلي عراقي... ولا يستطيع احد من ممثلي الولايات المتحدة من مقابلة ملا مصطفى البارزاني"([50]). ويذكر انه رافق خلال المباحثات الكوردية مع الحكومة العراقية حملة دعاية ضخمة قامت بها الدوائر السوفيتية ضد الحكومة العراقية الجديدة، حيث اكدت جريدة ترود (Trud) في 14 نيسان 1963 ان مباحثات الحكومة العراقية مع الكورد تهدف الى كسب الوقت لأستئناف العمليات العسكرية ضدهم. في حين اكد بيان للحزب الشيوعي السوفيتي ان:"القضية الكوردية ستجد حلاً عادلاً"، ما يعني انذار للحكومة العراقية بتغير موقفها من الغرب، وبعكس ذلك انها ستسخدم الورقة الكوردية ضدها([51]).       
فشلت المباحثات بين الطرفين ولم يتوصلا إلى اي حلول بشان القضية الكوردية، فاستانفت العمليات العسكرية ضد الكورد في العاشر من حزيران 1963، وهيأت الحكومة العراقية نفسها بشكل جدي للقضاء على الحركة الكوردية بتنسيق مع حكومات كل من ايران وتركيا وسوريا وباشراف غربي، سميت تلك العملية بـعملية دجلة([52])، وبذلك اتخذت القضية الكوردية بعداً اقليمياً ودولياً، ففي الوقت الذي كانت القوى الاقليمية والغربية تؤيد العراق وتمدها بالمال والسلاح، كان الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية يمدون الكورد بالمال والسلاح ايضاً، وعرضت دولة منغوليا، التي كانت تدور في الفلك السوفيتي، قضية الشعب الكوردي إلى الامم المتحدة بمذكرة قدمها وزير خارجيتها في الثالث من تموز 1963 مذكراً فيها:" سياسة الاضطهاد القومي التي تتبعها الحكومة العراقية ازاء الشعب الكوردي" وطلب ادراج تلك القضية في جدول اعمال الدورة (18) للجمعية العمومية في الامم المتحدة([53]). وسلمت الحكومة السوفيتية في التاسع من تموز مذكرات الى سفراء العراق وتركيا وايران وسوريا، اتهمت فيها العراق:" بارتكاب جرائم ابادة الجنس البشري ضد الكورد" ، وحذرت كل من تركيا وايران وسوريا للقيام بالعمليات العسكرية في كوردستان([54]).
وحينذاك بدات القضية الكوردية تجد طريقها إلى الصحافة العالمية لتكون مثار جدل ونقاش بين الصحافة الاجنبية، كل منها كانت تحللها حسب ايدولوجيتها ومصالحها في الشرق الاوسط، فقد نشرت وكالة تاس (Tass) السوفيتية في الخامس عشر من تموز 1963 بياناً للحكومة السوفيتية اتهمت فيه القوى الغربية والحكومة العراقية بما وصفته :" بالابادة الجماعية للكرد  بطرق غادرة على الطراز الهتلري" موضحاً:" ان كل انسان شريف في العالم وكل من يقف إلى جانب احترام مبادئ الامم المتحدة، لا يستطيع إلا ان يرفع صوته عالياً محتجاً وساخطاً على سياسة واعمال السلطة العراقية الوحشية الموجهة ضد الشعب الكوردي" ولم ينس البيان ان يذكر مدى اهمية موقع الكورد في الاستراتيجية السوفيتية موضحاً ان ذلك ياتي في اطار الصراع مع المعسكر الغربي من حيث ان القضاء على الكورد يعني القضاء على حليف قوي للسوفيت في منطقة مهمة تخضع لسيطرة الدول الغربية وقريبة من الحدود السوفيتية([55]).
وكتبت جريدة لوموند ( (Lemondeالفرنسية موضوعاً تطرقت فيه إلى الدعم الغربي للعراق، ومما جاء فيها:" لقد حلمت لندن من جديد بعهد نوري السعيد، وارسلت فوراً 20 طائرة هانتر Hunter)) إلى العراق وارسلت الاسلحة الخفيفة واحتياطات عسكرية ومدرعات من نوع" صنعت في انكلترا إلى البصرة وبغداد برفقة الاختصاصيين الانكليز وسافر 50 ضباطاً عراقياً إلى انكلترا للتدريب، لقد تم في السابع والعشرين من شهر اب توقيع اتفاقية بين العراق وامريكا تقضي بمنح امريكا للعراق ادوات زراعية وقروض مالية"([56]).
 ان الدعم السوفيتي الدافئ للقضية الكوردية، جعل منها ان تتحول إلى مادة خصبة في الحرب الباردة التي حمى وطيسها بين القوتين العظميين ابان تلك المرحلة، وبدأ كل طرف يحاول التاثير في التطورات المرتبطة بالقضية الكوردية داخلياً وخارجياً وبالرؤية التي تتلائم مع استراتيجيتها للمحافظة على مواقعهما في العراق ودول المنطقة عموماً([57]). لكن الغمامة التي شكلها الاتحاد السوفيتي من القضية الكوردية بداعي المبادئ الإنسانية لم تكن إلا استغلالاً بشعاً خبأ ورائها حقده الشديد من تغير توجه دولة مهمة مثل العراق من جانب الشرق إلى جانب الغرب، لذا كان انفراد عبد السلام عارف بالحكم في العراق في الثامن عشر من تشرين الثاني 1963 الذي غير سياسة العراق من جديد نحو الشرق، كفيلاً بان يغير الاتحاد السوفيتي من جديد موقفه من القضية الكوردية في العراق([58]).
ولم يكن الكورد مستغربين كثيراً من تغير الموقف السوفيتي، حيث كتب الصحفي اليكسي افتي ( Afti  Alexei) في جريدة واشنطن بوست ((Washington Post:" انهم }الكورد{ ليسوا مخدوعين بتغير موقف الروس تجاههم منذ اسقاط رجل العراق القوي عبد الكريم قاسم ومجيء حزب البعث المعادي للشيوعية ...، ان الروس اهملوا قضيتهم كلياً واعطوا الاسلحة الى عبدالكريم قاسم حتى تغير الوضع السياسي في العراق. ان شكواهم الكبرى هي لماذا اوقف الغرب (باعتباره المدافع عن الحرية ) تاييده للكورد في حين اسرع الروس للوقوف الى جانبهم متاخرين"([59]).
وبعودة العراق إلى جانب تلك الدول التي تدعم الاتحاد السوفيتي، شكل الاتحاد السوفيتي جبهة قوية في الشرق الاوسط من العراق وسوريا ومصر وبذلك اراد ان يسود الامن والاستقرار في المنطقة، لكي لا تستغلها الولايات المتحدة. وبما ان القضية الكوردية كانت تشكل عامل عدم الاستقرار في المنطقة، فضغط على العراق بفتح باب الحوار مع الكورد، هذا من جهة، ومن جهة اخرى لكي يظهر للكورد انها لا تزال تتمسك بالقضية الكوردية، زار يفغيني بريماكوف في شباط 1964 البارزاني في مقره موضحاً له اهمية وقف اطلاق النار مع الحكومة العراقية، ورغبة الحكومة العراقية في اعطاء الكورد حقوقهم القومية. وفي رسالة وجهها خروتشوف إلى كل من البارزاني وعبد السلام عارف اوضح للاخير:" انني متاكد من ان تقوية الروابط الاخوية بين العرب والشعب الكوردي، ستعتمد على وجهة نظر طموحات الشعب الكوردي وارضائه"([60]).
           في الحقيقة ان اتفاقية وقف اطلاق النار في العاشر من شباط 1964، التي تركت ردود سلبية داخل الحركة الكوردية([61])، كان يمثل خطوة مهمة إلى الامام من اجل ايجاد حل للقضية الكوردية يرضي جميع الاطراف، سيما اذا اخذنا ظرفي الزمان والمكان وكذلك توازن القوى على الصعيد الدولي في مرحلة مهمة من مراحل الحرب الباردة بالحسبان، حيث كانت الاتفاقية محل ترحاب وارتياح كبير من الاوساط الغربية والشرقية([62]).
تابعت الولايات المتحدة من جانبها اتفاقية وقف اطلاق النار حيث قابل تالبوت (Talbot)، مساعد وزير الخارجية الامريكي، اثناء زيارته الى بغداد في الحادي والعشرين من اذار 1964، بشخصيتين كرديتين وهما علي حيدر سليمان(وكيل وزير الخارجية العراقي) وبابا علي شيخ محمود، دون ان تمتعض الحكومة العراقية من ذلك اللقاء، كما واستفسر ادلي الكسي جونسون (( Ieddle Alexei Johnson، نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي، خلال لقائه بالسفير العراقي ناصر الحاني في واشنطن في العشرين من نيسان 1964، عن النتائج التي تمخضت عن المفاوضات التي جرت بين الحكومة العراقية والقادة الكورد، وفي معرض رده اكد السفير العراقي:" انه يامل ان تكون القضية الكوردية قد حسمت وانتهت للصالح العام، مع ذلك، فان اعمار كوردستان سيستغرق وقتاً طويلاً"([63]).
مما لا شك فيه انه جاء هذا الموقف الايجابي من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بخصوص القضية الكوردية، ليس سببه العلاقات الجيدة بين الكتلتين في تلك الفترة، وانما حاول كلا الكتلتين، بعد تغير النظام العراقي، استقطابها الى جانبها او على الاقل تحيدها، ولان القضية الكوردية تشكل امكانية ستراتيجية في الضغط على النظام العراقي وبالتالي التاثير على مساره السياسي، اظهرا رغبتهما في التقرب من الكورد.
بالرغم من ان الادارة الامريكية ظلت تنظر الى القضية الكوردية على انها قضية داخلية ينبغي معالجتها داخلياً([64])، الا اننا نلاحظ من خلال تكرار اللقاءات بين ممثلي البارزاني مع المسؤولين الامريكيين سواء في بغداد او طهران او القاهرة نوع من التغيير في ذلك المبدأ وهو:" ان الولايات المتحدة تتعاطف مع الطموحات الكوردية في اطار العراق الموحد"([65]). ويمكن ملاحظة هذا التغيير في الزيارة التي قام بها كل من شوكت عقراوي ولقمان البارزاني الى الولايات المتحدة، وكانت محطتهما الاولى القاهرة، فقد التقي المبعوثان مع احد موظفي السفارة الامريكية في القاهرة في الثاني من حزيران 1964، وخلال اللقاء استفسرا من الموظف الامريكي عن الضمانات التي ستسهل وصول المساعدات الاقتصادية الانسانية الامريكية الى كوردستان العراق عن طريق الحكومة العراقية، فضلاً عن وعود من حكومة واشنطن بتقديم مساعدات امريكية عن طريق بلد ثالث في حال نشوب القتال بين الحركة الكوردية والحكومة. ومن ثم توجها الى واشنطن وفيها التقيا بالمسؤولين في الوزارة الخارجية، الذين اكدوا ان اي دعم للقضية الكوردية في العراق ستثير حكومة بغداد، عليه اوعزت الى سفارتها لابلاغ قادة الكورد بذلك وضرورة ابلاغهم بانه سيتم تقديم:" الفائض من السلع الامريكية الى كوردستان العراق بعد حصول الاتفاق مع الحكومة العراقية التي ستضمن الاجراءات اللازمة لوصولها الى المحتاجين في كوردستان". في الوقت نفسه، نفت الخارجية الامريكية من ان:" تكون حكومة واشنطن قد وعدت بتقديم مساعدات امريكية للكرد العراقيين عن طريق بلد ثالث في حال نشوب القتال مع الحكومة العراقية"([66]).
وبعد استئناف القتال في نيسان 1965 حاول البارزاني مجدداً طلب المساعدة من الولايات المتحدة، ولاجل ذلك توجه كل من مسعود البارزاني وشمس الدين المفتي الى طهران وقابلا ايسلد (Ieissled) السكرتير الاول في السفارة الامريكية، سلموه رسالة من البارزاني، وبعد عدة ايام اجابت الادارة الامريكية على رسالة البارزاني ومما جاء فيها:" ان الحكومة الامريكية لا تحبذ قتالاً في كوردستان وليس في امكاننا التدخل لان النزاع مسألة داخلية.وقد بعثنا مساعدات انسانية عن طريق منظمة كير ((care وبضمنها حصة للكرد.اننا نتمنى كل الخير والسلام لشعبكم واملنا ان يوضع حد لهذا القتال"([67]).  وفضلاً عن المطالب المتكررة التي كانت الوفود الكوردية تطالبها من الولايات المتحدة وهي المال والسلاح، طالب هذا الوفد بان تكون  طهران هي حلقة الوصل بين الحركة الكوردية والولايات المتحدة بدلاً من بغداد، واكد الوفد بان البارزاني، مع ذلك، يفضل ان يكون اتصاله مباشرةً مع الولايات المتحدة لا عن طريق الشاه الذي لا يثق به([68]). ويمكن القول بان هناك اربعة عوامل كانت تحدد العلاقات بين الولايات المتحدة والكورد، هي([69]):1- علاقة الولايات المتحدة مع دول المنطقة.2- طبيعة علاقة الكورد مع الدول التي يقيمون فيها.3- التطورات الداخلية في الولايات المتحدة وفي الشرق الاوسط.4- توطيد سلطة دول المنطقة من خلال الدعم الخارجي المتعلق الى حد كبير بالصراع اثناء الحرب الباردة، والانقسام الايدولوجي في الشرق الاوسط الى معسكرات يسارية ويمينية.
ومع ذلك، نلاحظ تغييراً واضحاً طرأ على السياسة الامريكية بخصوص القضية الكوردية، فالحركة الكوردية تلقت خلال عام 1965 مساعدات مادية وعسكرية مهمة من ايران واسرائيل، حليفتي الولايات المتحدة، ما يوحي بانها كانت تساعد الحركة الكوردية دون ان تتبناها، من خلال ما تقدمه الى كل من ايران واسرائيل، حيث استخدمت الاخيرة علاقاتها الدبلوماسية الودية مع ايران في دعم الحركة الكوردية من اسلحة، وذخائر، ومستشارين عسكريين، وتدريب، ومستشفى ميداني، وجمع المعلومات الاستخباراتية، الامر الذي كان له دوره في استمرارية الحركة الكوردية([70]). ومما يدل على الدعم الامريكي غير المباشر هو ان عصمت شريف وانلي، ممثل البارزاني اسس مقراً دائماً للحركة الكوردية في واشنطن([71]) لذا فمن الطبيعي ان تدعم الولايات المتحدة الكورد سيما بعد ان اتخذ النظام العراقي جانب الاتحاد السوفيتي.
وعندما كان عبد السلام عارف(1963-1966) يستعد لخطة واسعة النطاق تسمى بخطة (توكلنا على الله)، للقضاء على الحركة الكوردية، سقطت طائرته في البصرة وعلى اثرها توفي، وحل محله اخوه عبدالرحمن عارف(1966-1968) الذي نفذ تلك الخطة دون ان يحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع، لذا فتح باب الحوار مع الحركة الكوردية لا سيما بعد ان تسلم رئاسة الحكومة عبد الرحمن البزاز وتوصلوا الى اتفاق في 29 حزيران 1966([72]). وحينذاك بدأ الاتحاد السوفيتي من جديد يهتم بالقضية الكوردية، حيث زار الصحفي يفغيني يريماكوف (Yevgeny Primakov) كوردستان واجرى العديد من المقابلات مع البارزاني وكتب العديد من المقالات في جريدة برافدا ((Pravda اكد فيها على شرعية الحركة الكوردية ونضالها من اجل الحقوق القومية الكوردية([73]). وكان السبب في ذلك هو ان العراق بدأ يميل الى إتباع سياسة اكثر حيادية، وتوجه عبد الرحمن البزاز الى الولايات المتحدة لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وكانت القضية الكوردية على رأس جدول اعمال نقاشاتهم، حيث اكد المسؤولون في الادارة الامريكية مرة اخرى على ان القضية الكوردية شأن داخلي عراقي وينبغي حلها على اساس ذلك([74]).
ومن جانبه، اتبع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بعد اتفاقه مع الحكومة، سياسة معتدلة بين الشرق والغرب واوضح بان الحزب سيعمل:" من اجل السلام في العالم وتخفيف حدة التوتر الدولي والسير على هدى ميثاق الامم المتحدة ومبادئ التعايش السلمي وحل المشاكل الدولية عن طريق المفاوضات وتحريم الاسلحة النووية ومنع اجراء التجارب عليها والسير على انتهاج سياسة وطنية معادية للاستعمار وتقوية علاقات الصداقة مع شعوب العالم كافة على اساس المنافع المتبادلة ومساندة قضايا الحرية في العالم وخاصة قضايا التحرر في الوطن العربي"([75]).
وفي تلك الفترة التي ساد فيها السلم بين الحكومة العراقية والحركة الكوردية، تلقت الاخيرة، سيما بعد حرب فلسطين عام 1967 التي ادت الى قطع العراق علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، مساعدات مهمة جداً من ايران واسرائيل، حيث زادت المساعدات الايرانية للكورد بنحو 20% ([76])، كما ان البارزاني كان يتلقى راتباً قدره 50000 دولار امريكي من اسرائيل([77]).
وهكذا مهدت تطورات عديدة لأن تغير الولايات المتحدة من موقفها تجاه القضية الكوردية في العراق باتجاه الدعم المادي والعسكري لها، ويبقى التغلغل السوفيتي في منطقة الشرق الاوسط وتقاربه من النظام العراقي السبب الرئيس في ذلك التوجه الامريكي من القضية الكوردية.
رابعاً: الدعم الامريكي غير المباشر للقضية الكوردية(1968-1975)
بعد وصول البعث الى السلطة في عام 1968، تطورت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والعراق، واصبح واضحاً ان سياسة البعث سوف تقوم على الضد من المصالح الامريكية التي تدعم" اعداء العراق الايدولوجيين الرئيسيين ايران واسرائيل" حسب تعبير ماكدول([78]). وبتاثير من السوفيت الذين رأوا ان الفرصة سانحة لهم في السيطرة على:" المنطقة الرخوة في الجسد السوفيتي"([79])، سيما بعد ان قررت بريطانيا في عام 1968 انها ستسحب قواتها من الشرق الاوسط([80])، وجدوا من مصلحتهم تهدئة الكورد حتى لا يكونوا منفذاً لاعدائهم في زعزعة استقرار المنطقة، ومن هذا المنطلق، ضغطت على الحكومة العراقية باصدار بيان في الحادي عشر من اذار 1970 منحت فيها الكورد حقوقهم القومية على اساس الحكم الذاتي([81]).
لم تكن الحكومة العراقية صادقة في تحقيق طموح الحكم الذاتي للكورد، لذا عملت على وضع خطة لتصفية البارزاني الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في 29 ايلول 1971، وبعد ان نجا البارزاني من محاولة اغتيال قال:" ان العراق دولة بوليسية يحكمها صدام حسين وهو رجل متعطش للقوة ومصاب بجنون العظمة"([82])، وبذلك:" وجد مبرراً اكبر في الاستجابة لعروض اعداء بغداد" ([83]). وعد البارزاني معاهدة الصداقة والتعاون بين العراق و الاتحاد السوفيتي في التاسع من نيسان 1972، موجهة ضد الحركة الكوردية، اوضح ذلك في مقابلة صحفية مع جريدة لافيغارو( Le Figaro) الفرنسية حيث قال:" ان التقرب السوفيتي – العراقي يأتي على حسابنا، فكميات الاسلحة الهائلة التي سيزود السوفيت العراق بها، لن تستخدم ضد ايران التي يقيم السوفيت معها علاقات جيدة جداً، وأيضا لن تستخدم ضد الإسرائيليين الذين لن تقوم بغداد بمهاجمتهم أبداً رغم التصريحات التي تطلقها بـهذا الصدد سيقوم العراقيون باستخدام هذه الاسلحة ضدنا نحـن"([84]).
وبدأ البارزاني وكانه مصمم على استبدال الدعم السوفيتي بالدعم الامريكي، وكان يعتقد:" انه كان للولايات المتحدة سيطرة كاملة على افعال الشاه اكثر مما كان في الحقيقة، وكذلك كان قد حصل على ما اعتبره هو كانها توكيدات متينة ومطلقة من المخابرات المركزية الامريكية ومن الدكتور هنري كسنجر Henrg Kissinger)) بحيث شعر في النهاية بان لديه ضمانات كافية لوقايته من اي اخلال من جانب الشاه"([85]). واتخذ البارزاني ذلك الموقف رغم المطالبات الكثيرة للسوفيت للحيلولة دون اقامة اي صلة مع الولايات المتحدة، حيث زاره بهذا الشأن عدد من المسؤولين السوفيت الكبار ومنهم رومانسف.م Romansev.m))، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي([86])، ويفغيني بريماكوف وفيكتور باسافاليول، السكرتير الاول للسفارة السوفيتية في بغداد، الذين اكدوا له بعدم الثقة بالولايات المتحدة التي تطلق الوعود من دون تنفيذها([87]).
ومنذ شهر نيسان عام 1972، بدأت الادارة الامريكية تكرس للمنطقة الشيء الكثير من الاهمية وانتبهت الى زيادة  تغلغل النفوذ السوفيتي سواء في ايران باعتبارها تحتل المرتبة الرابعة التي تتلقى المساعدات من الولايات المتحدة، وفي العراق بالنظر الى حجم الاستثمارات النفظية للاتحاد السوفيتي فيها التي وصلت الى 170 مليون دولار منذ عام 1969([88])، وقيام العراق بتاميم النفط العراقي في الاول من حزيران 1972 حيث كان لشركتي موبيل (Mobeal)   وستافـورد أويل أوف نيو جرســي ( (Staford Oil of New Jerseyالامريكيتين اسهم في شركة نفط العراق (I.P.C)، وبذلك برزت لديها دافع في امكانية استخدام القضية الكوردية سيما بعد ان ألح الشاه عليها الذي برر الدعم الامريكي للقضية الكوردية بانه:" يمكن ان توجه الى العراقيين ضربة شديدة دون الدخول في حرب مباشرة"([89]). ثم انها اعتقدت بان العراق يشكل تهديداً لجيرانه وخاصةً ايران، وله علاقات غير جيدة مع العرب، وانه ضد مباحثات السلام بين العرب واسرائيل([90]).فضلاً عن ما ذكرناه، يبدو ان موافقة الولايات المتحدة لدعم الكورد جاء وفق تطبيق مبدأ الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) (1969-1974) المسماة بـ مبدأ نيكسون Nixson Doctrine)) الداعي الى دعم الحركات والانظمة الموالية، بالمساعدات الاقتصادية دون التدخل فيها مباشرةً سيما بعد تجربتها الفاشلة في فيتنام ([91]).
اوضحت دراسة اعدها مكتب الاستخبارات والبحوث ( Intelligence and Research (Office التابع لوزارة الخارجية الامريكية في الحادي والثلاثون من ايار 1972 حول الكورد في العراق، اشارت الى اهمية دور البارزاني في العراق، اكدت على:" ان البارزاني ساعد في الاطاحة باربعة انظمة في العراق" واضافت كذلك:" البارزاني هو اقوى من اي رمز كردي اخر في هذا الجيل...، هو احجم عن اثارة الكورد في البلدان المجاورة...، وبانه يفضل الدعم الغربي وهو راغب في الحصول على المساعدة من اي مصدر...، انه لا يثق بالسوفيت الذين احجموا عن دعمه ضد نظام بغداد بعد زيارته لموسكو في اواخر عام 1960"([92]).
 كما ان القيادة الكوردية ايضاً كانت لها الدور في اقناع الادارة الامريكية بمساعدة الكورد، وكانت تؤكد لها بان الكورد سوف يكونون عامل قوة لهم، وسيؤدون الدور نفسه الذي يؤديه كل من ايران، وتركيا، والسعودية، واسرائيل، ودول الخليج، والاردن، ويمكن الاستفادة من موقع كوردستان الاستراتيجي الذي يحوي في باطنه مصادر النفط العراقية الرئيسة([93]). وكان البارزاني يؤكد على اهمية النفط، حيث صرح لصحيفة واشنطن بوست في صيف 1973 انـه مستعد فور اعادة ابـار النفط فـي كركوك إلى اصحابها الشرعيين ستسلم الثروة النفطية إلـى الامريكيين، ومما جاء فيها:" نحن مستعدون لفعل ما يتوافق والسياسة الامريكية فـي هذا المنطقة اذا حمتنا  امريكا من الذئاب واذا كـان الدعم قوياً بما يكفي فباستطاعتنا السيطرة على حقول كركوك واعطائها لشركة امريكية لتشغيلها"([94]).
ان ما سبق من عوامل ودوافع دفعت الادارة الامريكية الى الموافقة على مساعدة الحركة الكوردية،  وخصصت(16) مليون دولار، تدفع على شكل اقساط([95])، وتذكر وثيقة امريكية مؤرخة في 28 تموز 1972 بانهم اتفقوا مع ممثل الكورد على دعم البارزاني، وان تدفع الولايات المتحدة، بالاضافة الى مساعدات الشاه، 3 ملاين دولار سنوياً، وان تخصص 2 مليون دولار للاسلحة والمعدات العسكرية وتسلمها عن طريق الشاه([96]). يذكر ان الحركة الكوردية استفادت فعلاً من جزء من تلك الاموال خلال الفترة(1973-1975)([97]).
علق هنري كسنجر في مذكراته(سنوات البيت الابيض) على نوعية العلاقة التي وجدت بين القيادة الكوردية والادارة الامريكية، بان:" مساعدة البارزاني لم تكن سياسة او مبادرة امريكية ولكن قصد منها مراضاة حليف اقليمي شعر بالتهديد من قبل النظام العراقي الموالي للسوفيت"([98]). ومن المفيد ان نذكر ان تدخل الولايات المتحدة الى جانب الكورد كانت عملية سرية، وخرجت الى العلن من خلال نشر اوراق لجنة بايك ((pike([99])، التي اكدت بان الدعم الامريكي للكورد جاء بطلب من الشاه الذي فاتح كلاً من كسنجر ونيكسون اثناء زيارتهما الرسمية لايران في ايار 1972، وانهم اكدوا على ان يكون ذلك الدعم مقيداً حتى لا تنتصر الحركة الكوردية لكونها حينذاك ستشكل خطراً على حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين في المنطقة وهما ايران وتركيا، ومما جاء فيها بهذا الخصوص:" ان الرئيس والدكتور كسنجر والشاه كانوا يأملون ان لا يتغلب عملائنا، لقد فضلوا بدلاً عن ذلك، ان يواصل المتمردون ببساطة مستوى من العمليات العدائية بالقدر الكافي لاضعاف موارد البلد المجاور العراق لحليفنا ايران ..." ([100]). وفي السياق نفسه، كتب ماكدول يقول:" تأمل كل من ايران والولايات المتحدة الاستفادة من الوضع غير القابل للحل والذي يضعف فيه العراق على يد الكورد الذين يرفضون التخلي عن حكمهم الذاتي الجزئي. لا ايران ولا الولايات المتحدة ترغبان في رؤية الموقف وقد حل باحدى الطرفين"([101]). اما الاتحاد السوفيتي الذي لم يكن يريد ان تتحول القضية الكوردية في هذا الاثناء:" إلى حصان طروادة للمصالح الغربية"، ارادت تهدئة مخاوف الكورد حول معاهدة الصداقة مع العراق ولكنها لم تستطع من تقديم الضمانات التي ارادها البارزاني، الذي كان يرى في التحالف المؤيد للغرب امكانيات اكبر بكثير([102]). وكان البارزاني يؤكد بان هناك فجوة عميقة بين الاتحاد السوفيتي والحركة الكوردية انه خلال تواجدهه في الاتحاد السوفيتي (1947-1958) طلب منه ان يصبح شيوعياً لكنه لم يقبل، ولو قبل بذلك لاصبح الكورد مستقلين حالياً([103]).
وكانت الحرب الباردة قد بدأت بين الحركة الكوردية والحكومة على صفحات جريدة الثورة وجريدة التاخي([104]). وتطور الامر بعد ان رفض العراق واصر على اصدار قانون الحكم الذاتي دون اي تعديل في اذار 1974، الامر الذي رفضته الحركة الكوردية([105])، وبذلك بدأت الحكومة تستعد للقتال للقضاء على الحركة الكوردية، وزجت لاجل ذلك حوالي ربع مليون جندي، ومئات الدبابات فضلاً عن سلاحها الجوي الذي كان له التاثير الواضح على تقدم القوات العراقية في المعارك، ورغم ذلك تمكن الثيشمةرطة من الصمود وحققوا انتصارات عديدة([106]).
ولا يمكن مقارنة المساعدات التي تلقاها العراق من الاتحاد السوفيتي مع تلك التي تلقتها الحركة الكوردية من الولايات المتحدة، فحتى عام 1975 اشترى صدام حسين اسلحة من السوفيت بما يقارب من مليار ونصف مليار دولار، إذ ضاعف عدد الدبابات من(600) الى(1200) دبابة، وضاعف عدد المصفحات من (600) الى(1300) مصفحة، وعدد الطائرات من(229) الى (245) طائرة([107]). في حين ان المساعدات التي تلقاها الكورد من الولايات المتحدة عبر ايران شملت فضلاً عن الدعم المادي الشهري، شحنات من الاسلحة والذخائر بلغت عشرة اطنان واحتوت على (500) بندقية كلاشنكوف، و(500) رشاش سوفيتية الصنع، و(200) الف طلقة من الذخيرة([108]).يمكن القول ان تلك المساعدات كانت قليلة ولا ترتقي الى مستوى الطموح الكوردي.  
وبعد ان اشدت المعارك بين الجانبين، ايقن صدام حسين بان القضاء على الحركة الكوردية ياتي سياسياً وليس عسكرياً، من خلال قطع الشريان الحيوي للكرد وهو ايران، لذا بدأ يفكر بعقد اتفاقية معها وجاءت الفرصة له حينما التقى صدام حسين مع الشاه اثناء انعقاد قمة منظمة اوبك في الجزائر، حيث تنازل صدام للشاه ما لم يكن يحلم به، لذا توصلوا الى عقد اتفاقية الجزائر في السادس من اذار 1975 وبذلك اوقف الشاه دعمه للحركة الكوردية([109]). وكان من مصلحة الولايات المتحدة ايضاً انهاء الحرب، حيث انها ادركت خطورة الوضع في كوردستان على مصالح حلفائها تركيا وايران و على استقرار منطقة الخليج، فضلاً  عن ان الاتفاقية تحقق لها التقارب مع النظام العراقي على حساب الاتحاد السوفيتي([110]).
اما موقف الاتحاد السوفيتي من الاتفاقية فانها التزمت الصمت ولم تعلن عن اي موقف رسمي، وفي نيسان 1975 وبعد انهيار الحركة الكوردية شنت اذاعاتها حملة ضد البارزاني ووصفت القيادة الكوردية بالعمالة والخيانة والتبعية للاجنبي، وكان واضحاً من هذه الحملة بانها ارادت تعزيز موقفها لدى الحكومة العراقية لانها كانت تشعر بان موقفها ربما يتغير لانتهاء حاجة العراق اليها بعد انهيار الثورة الكوردية([111]).
بهذا الشكل ادت المصالح الدولية وتشابكها اقليمياً ودولياً في الشرق الاوسط، الى ان تضحي كل من ايران والولايات المتحدة الامريكية بالشعب الكوردي وثورته في سبيل الحفاظ على مصالحهما، كما يمكن القول ان الحركة الكوردية:" لم تهزم ميدانياً إلا انها حصرت واغتيلت جيوبولوتيكياً بتعاون دولي واقليمي قل مثيله في التاريخ" وقد أشار البارزاني الى ذلك بالقول:" اننا لم نهزم في الحرب مع اعدائنا بل خاننا اصدقاؤنا"([112]).








الخاتمة
ظلت القضية الكوردية بالنسبة لاستراتيجية الدول العظمى في الشرق الاوسط خلال مدة البحث(1946-1975) تاتي بعد المصالح الاستراتيجية للدول الاقليمية التي تحتل كوردستان وهي تركيا والعراق وايران وسوريا، حيث لها الاهمية في الصراع الدائر بين القطبين(الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي) خلال الحرب الباردة. ولكن الامتداد الجغرافي للشعب الكوردي في تلك الدول جعل منها منفذاً يمكن ان تستغله الدول العظمى في التاثير على القرار السياسي لهذه الدول، التي تعاني اصلاً من مشاكل اقليمية مع بعضها البعض. وهذا ما جعلها بين مد وجزر في ان تلقي العون والدعم في بعض الفترات من هذا الجانب او ذاك، سيما بعد ان تغير النظام العراقي من الملكية التي تساند الغرب الى الجمهورية المتذبذبة بين الكتلتين، حيث كان الاتحاد السوفيتي يدعم القضية الكوردية كلما احس ان العراق اقترب من الغرب وبالعكس.
على الرغم من ان القيادة الكوردية كانت تدرك ان موقعها ياتي في هامش الصراع الاقليمي والدولي، الا انه لم يكن لديها خيار آخر سوى ان تستغل الخلافات العراقية الايرانية في تلقي الدعم سيما اذا عرفنا ان منطقتهم قارية ومقفلة بدول لا تريد النجاح للحركة الكوردية في اي بلد، لا نريد ان نحمل الحركة الكوردية فوق طاقتها وهي تحارب جيوشاً عصرية تدعمها قوى عظمى،  وان نقول كان عليها ان تعتمد على امكانياتها الذاتية حتى يكون قرارها بيدها، سيما انها كانت تعي خبث تلك الدول التي لا تريد لها النصر في اي بلد. ومع ذلك تمكنت الحركة الكوردية بتحركاتها الاقليمية والدولية من دفع القضية الكوردية الى الامام وان تجد طريقها الى الصحافة العالمية وان تكون مدار بحث في اروقة الامم المتحدة ومن تعريفها الى العالم.
 وبدلاً من ان تتهم تلك الدول التي تحتل كوردستان ومنها العراق الحركة الكوردية بالعمالة والخيانة والمسؤولية في عدم تقدمها وتأخرها حضارياً؛ كان عليها ان تحتضن القضية الكوردية وتتبع السبل السلمية في حلها، وحينها كان من الممكن جعل القضية الكوردية عامل قوة لدول المنطقة بدلاً من ان تكون عامل ضعف لها.






المصادر والهوامش والاحالات:


([1]) لا يوجد اي احصاء سكاني دقيق عن نسبة الكورد، لان جميع الدول التي تحتل كوردستان لا تعلن عن اعدادهم الحقيقية، لذا جميع        الاحصائيات عن نسبة الكورد هي تقريبية، حيث قدر الباحث المصري رجائي فايد تعدادهم بالشكل الآتي:
-        تركيا من 15 – 20 مليون نسمة
-        ايران من 10 – 12 مليون نسمة
-        العراق من 6 – 7 مليون نسمة
-        سوريا من 2,5 مليون نسمة
-        الاتحاد السوفيتي مليون نسمة
-        المجموع 36- 44 مليون نسمة
             ينظر: رجائي فايد، اكراد العراق – احزان الامس وقلق الغد، مجلة شؤون الاوسط، العدد(5)، القاهرة، 2003،  ص 40.      
([2]) من الصعب تحديد مساحة كوردستان، بسبب اختلاف المؤرخين والباحثين، وعدم الاعتراف الدولي بحدودها السياسية، ويمكن القول بان مساحة كوردستان تتعدى(500)الف كم2 ويمكن الاشارة الى  التقدير الذي قدمه الباحث المصري  فايز محمد العيسوي، فهو يقدر مساحة كوردستان بـ(410) الف كم2 أي: أقل قليلاً من نصف مساحة مصر، وتنقسم بالشكل الآتي: نصف هذه المساحة تقريبًا 194 ألف كم2في شرق وجنوب شرق تركيا، و125 ألف كم2 في شمال وشمال غرب إيران، و72 ألف كم2في شمال وشمال غرب العراق، و17 ألف كم2في شمال وشرق سوريا، ومساحات صغيرة في الأجزاء الجنوبيَّة من أذربيجان وأرمينيا. ينظر: فايز محمد العيسوي، مشكلة الاكراد: رؤية جغرافية، منشورة على الرابط: http://www.alukah.net/world_muslims/0/38776/
  
([3])  مثنى امين قادر، قضايا القوميات واثرها على العلاقات الدولية(القضية الكردية نموذجاً)، منشورات مركز كوردستان للدراسات الاستراتيجية، (السليمانية، 2003)، ص 127؛ حسين مصطفى احمد، المسالة الكردية والسياسة الدولية(دراسة في اسباب ومداخل التاثير)، مجلة جامعة الانبار للعلوم القانونية والسسياسية، العدد(4)، ص  304-305.
           ([4])   للتفاصيل، ينظر: خالد سعيد توفيق، الموقف الدولي من القضية الكوردية في العراق، مجلة جامعة دهوك، المجلد(2)، العدد(1)، دهوك، 1999.
          ([5])   قاد الشيخ محمود البرزنجي الحركة الكوردية في العراق خلال المدة (1918-1930) ، حيث كانت مدينة السليمانية مركزاً لها، ومنذ بداية الثلاثينات اصبحت قرية بارزان مركزاً للحركة الكوردية سيما بعد ان قادها ملا مصطفى البارزاني منذ الاربعينيات والى عام 1975. للتفاصيل، ينظر : عبدالرحمن ادريس صالح، الشيخ محمود الحفيد البرزنجي والنفوذ البريطاني في كردستان العراق حتى عام 1925، تقديم: كمال مظهر احمد، (السليمانية، 2007)؛ عزيز حسن البارزاني، الحركة القومية الكوردية التحررية في كوردستان العراق 1939-1945، (دهوك، 2002).   
([6])   للتفاصيل، ينظر: حسين مصطفى احمد، العامل الكردي في العلاقات الايرانية –العراقية((دراسة تحليلية))، ...؛خالد سعيد توفيق، المصدر السابق، ص 28-29.
          ([7])   للتفاصيل، ينظر:نازناز محمةد عةبدولقادر، سياسةتى ئيران بةرامبةر بزوتنةوةى رزطاريخوازى نةتةوةييى كورد لة كوردستانى عيَراقدا 1961-1975، (هةوليَر، 2008)، ل 110 ولة ثاشدا.
([8])  ذكر تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني في خطابه الذي القاه في اذار 1946 في مدينة فولتون بولاية ميزوري:" لقد هبط الستار الحديدي على جبهتهم ونحن نجهل كل ما يجري وراء هذا الستار". ينظر: الجنرال اميل وانتي، فن الحرب من الحرب العالمية الثانية إلى الاستراتيجية النووية، تعريب: اكرم ديري، المقدم: الهيثم الايوبي، ( بيروت، 1973)، ص 356.
([9])Origins of the Cold War  ، مننشور على الموقع:      
([10])  عبد الرحمن حميدة، جغرافية اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي، (دمشق، 1984)، ص 11-14.
([11])  روبرت مكنمار، ما بعد الحرب الباردة، ترجمة: محمد حسين يونس، ( عمان، 1991)،ص 32-33.
([12]) للمزيد من التفاصيل، ينظر: شوكرية رةسوول، بارزانى وكيَشةى كورد لة نيَوان بةرذةوةندى دةولةتة زلهيَزةكان ودةولةتانى ناوضةييدا(1945-1975)، بحث منشور في: كونطرةى يادةوةريى سةد سالةى بارزانيى نةمر، بةشى يةكةم، ئامادةكردن وسةرثةرشتى: مومتاز حةيدةرى، كوردستان موكريانى، دليَر ئيسماعيل حةقى شاوةيس، (هةوليَر، 2003)، ل 392-401 .
([13])  مثنى امين قادر، المصدر السابق، ص 127-128.
([14])  روبرت مكنمار، المصدر السابق، ص 28-29.
([15])  ابو الحسن تفرشيان، البارزاني لم يسلم نفسه لاحد، ترجمة عن الفارسية الى الكردية: شوكت شيخ يزدين، وترجمة عن الكردية الى العربية:   تيلي امين، (دهوك، 1998)، ص 93.
([16])  للتفاصيل، ينظر: هوزان سليمان الدوسكي، جمهورية كوردستان 22 كانون الثاني 1946-17 كانون الاول 1946 دراسة تاريخية – سياسية، (بيروت، 2006)، ص 176 وما بعدها.
   ([17])  بيتر جى. لامبرت، الولايات المتحدة والكورد دراسة حالات عن تعهدات الولايات المتحدة، ترجمة: مركز الدراسات الكردية وحفظ الوثائق/ جامعة دهوك، (دهوك، 2008)، ص 51.
([18])  دانا ادمز شمدت، رحلة الى رجال الشجعان في كوردستان ، ترجمة: جرجيس فتح الله، (اربيل، 1999)، ص 154-157.
([19])  حول سفر البارزاني الى الاتحاد السوفيتي، ينظر: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، المسيرة التاريخية الى الاتحاد السوفيتي، من منشورات قسم الاعلام في المكتب السياسي، ( د.م، 1985)؛ ويلسون ناثانيل هاول، الكورد والاتحاد السوفيتي، ترجمة: ضياء الدين المرعب، مراجعة: فؤاد حمه خورشيد، فائزة رشيد جمعه، (بغداد، 2006)، ص 362-366.
([20])  للتفاصيل، ينظر: بول كيندي، نشوء وسقوط القوى العظمى، ترجمة مالك البديري، (عمان، 1994)، ص 530 وما بعدها.
([21])  مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكردية، ثورة ايلول 1961-1975 مع ملحق وثائقي ،(اربيل،2002)، ج3، ص103.
([22])  للتفاصيل، ينظر: دوجلاس ليتل، الاستشراق الامريكي الولايات المتحدة والشرق الاوسط منذ 1945، ترجمة وتقديم: طلعت الشايب، ( القاهرة، 2009)، ص 237 وما بعدها.
([23])  للتفاصيل، ينظر: ممدوح محمود مصطفى منصور، الصراع الامريكي السوفيتي في الشرق الاوسط، تصدير: محمد طه بدوي،  (د.م،د.ت)،ص 108.
([24])  للتفاصيل حول تاسيس حلف بغداد، ينظر: هنري لورنس، اللعبة الكبرى الشرق العربي المعاصر والصراعات الدولية، ترجمة: محمد مخلوف، ( د.م، 1992)، ص 144-147.
([25])  ويلسون ناثانيل هاول، المصدر السابق، ص 251.
([26])  عبد القادر البريفكاني، مصطفى البارزاني زعيم الحركة القومية المعاصرة، (القاهرة، 1996)، ص 149.
([27])  ئةفراسياب هةورامي، مستةفا بارزاني لة هندةك بةلطانامة ودوكوميَنتي سوظيةتيدا 1945-1958، (هةوليَر، 2002، ل 184-185.
([28])  ينظر مثلاً: العدد (2)، السنة الثالثة، تشرين الاول 1948.
([29])  ع.ز، رةفيق سالح ئةحمةد، رابةرى روذنامةنووسى كوردى، طوظارا روذنامةظانى، هذمارا (11-12)، (هةوليَر، 2003)، ل 126-128.
([30])  عزيز حسن عزيز البارزاني، الولايات المتحدة الامريكية والمسألة الكوردية في العراق(1961-1975) دراسة تاريخية سياسية وثائقية، اطروحة دكتوراه غير منشورة،( جامعة صلاح الدين- اربيل، 2008)،ص 32.
       ([31])  كونتر دشنر، احفاد صلاح الدين الكورد: الشعب الذي يتعرض للخيانة والغدر، ترجمة: عبد السلام برواري، ( دهوك، 2000)، ص 229-230.
([32])  تشير وثيقة بريطانية انه من الممكن استخدام الكرد، الذين يرغبون في الاستقلال عن العراق، ضد الثورة .ينظر: وليد محمد سعيد الاعظمي، ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم في الوثائق البريطانية، (بغداد، 1989)، ص 48-49.
([33])  ينظر نص الدستور في: خةبات/ النضال، العدد 263 (14 تموز 1960).
([34])  فرهاد محمد احمد، جريدة خةبات/النضال 1959-1961،(دهوك، 2008)، ص 90-91.
([35])  روذنامةى خةبات، ذمارة 1 (4 نيسان 1959).
([36])  ينظر نص الرسالة في: هةمان ذيَدةر.
([37])  ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، سياسة الاتحاد السوفيتي تجاه الحركة القومية الكوردية التحررية في كوردستان الجنوبية(1945-1968)، (اربيل، 2008)،ص 174.
([38])  سعد ناجي جواد، العراق والمسألة الكردية 1958-1970، (لندن، 1990)، ص 54.
([39])  روبرت مكنمار، المصدر السابق، ص 73.
([40])  كونتر دشنر، المصدر السابق، ص 253.
([41])  للتفاصيل، ينظر: ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، المصدر السابق، ص 189-193.
([42])  ينظر مؤلفه: المصدر السابق، ص 289-291.
([43])  تيلطرام(بروسكة) لة بالويَزخانةى ولاتة يةكطرتوةكانى ئةمريكا لة عيَراق بو وةزارةتى دةرةوة، بةغداد، 20ى ئةيلوولى 1962، وةزارةتى دةرةوة، فايلة ناوةندييكان، 2062-9/787.00. ينظر نص الوثيقة في: لوكمان ميهو، كورد وكوردستان لة بةلطةنامةكانى ئةمريكادة، (بةشى يةكةم كوردستانى عيَراق)، ورطيَران لة ئينطليزيةوة: وريا رةحمانى، ثيَشةكى: مةحموود عوسمان، (هةوليَر، 2009)، ل 76-78.
([44])  مسعود البارزاني، الصدر السابق،ص 377-378.
([45])  جمال مصطفى عبدالله السلطان، الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط، (عمان، 2006)، ص 80.
([46])  ماريانا خاروداكى، الكرد والسياسة الخارجية الامريكية العلاقات الدولية في الشرق الاوسط منذ 1945، ترجمة: خليل الجيوسي، (اربيل، 2013)، ص251.
([47])  المصدر نفسه، ص277-278.
([48])  للتفاصيل، ينظر: حامد البياتي، الانقلاب الدامي الخفايا الداخلية ومواقف الدول الاقليمية ودور المخابرات الغربية( اسرار انقلاب 8 شباط 1963 في العراق في الوثائق السرية البريطانية)، (لندن، 2000).
([49])  ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، المصدر السابق، ص 223-224.
([50])  بروسكة لة وةزارةتى دةرةوةى ولاتة يةكطرتووةكان بو بالويزخانةى ئةمريكا لة عيَراق، واشنطتون، 5 ى نيسانى 1963، بابةت: نيطةرانى وةزارةتى دةرةوةى لة ئةطةرة مةترسيدارةكانى سةرنةكةوتنى وتوويَذةكانى نيوان كوردةكان وحكوومةتى عيَراق ودةسثيَكردنةوةى ناكوكيةكان، وةزارةتى دةرةوة، فايلة ناوةندييكان. ينظر نص الوثيقة في: لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 101.
([51])  ويلسون ناثانيل هاول، المصدر السابق، ص 380.
([52])  للتفاصيل عن عملية دجلة، ينظر: رزكار محمد، عملية دجلة -حملة الحكومة العراقية على كوردستان عام 1963-، (اربيل، 2001).
([53])  ش.ج. اشيريان، الحركة الوطنية الديمقراطية في كوردستان – العراق، ترجمة: ولاتو، (بيروت، 1978)،ص 105. وبعد مرور ايام على تقديم تلك المذكرة سحبتها منغوليا بايعاز من الحكومة السوفيتية بعد ان مارست الدول العربية الضغط على الاتحاد السوفيتي، وبالنسبة للاخيرة ان تأييد الكورد سياسة مكلفة جداً بمقاييس الاهداف السوفيتة الاخرى بما في ذلك كسب القوميين العرب في الشرق الاوسط. ينظر: ويلسون ناثانيل هاول، المصدر السابق، ص 386-387. فضلاً عن ذلك يذكر كريس كوجيرا سبباً اخر، فهو يقول بان البارزاني لم يكن مستعداً لقبول جميع شروط السوفيت. ينظر مؤلفه، كورد ل سةدةى نوزدة وبيستةم دا، وةرطيَران: حةمة كةريم عارف، ض 3، (هةوليَر، 2006)، ل 312-313.
([54])  ويلسون ناثانيل هاول، المصدر نفسه، ص 384.
([55])  ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، المصدر السابق، ص 246-247.
([56])  ش.ج. اشيريان، المصدر السابق، ص 103.
([57])  سنان صادق حسين الزيدي، سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه العراق في عهد الرئيس عبد السلام محمد عارف شباط 1963-نيسان 1966، ( بغداد،2009)، 124.
([58])  للتفاصيل حول سيطرة عبد السلام عارف على الحكم في  18 تشرين الثاني 1963، ينظر: احمد فوزي، عبد السلام محمد عارف سيرته ..محاكمته.. مصرعه، ( بغداد، 1989). حول اسباب قيام منغوليا بسحب طلبها، ينظر:ازاد محمد سعيد، كوردستان في استراتيجية القوى الكبرى(القرن العشرون وما بعد)، اطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة صلاح الدين، (هولير، 2010)، ص 156-157.
([59])  ويلسون ناثانيل هاول، المصدر السابق، ص 387، هامش (1).
([60])  ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، المصدر السابق، 265.
([61])  حدث انشقاق داخل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، على اثر القرار الذي اتخذه رئيس الحزب بعقد اتفاقية السلام مع الحكومة في 10 شباط 1964، حيث انشق مجموعة مهمة من اعضاء اللجنة المركزية ومنهم  سكرتير الحزب ابراهيم احمد وجلال الطالباني عضو المكتب السياسي احتجاجاً على تلك الاتفاقية، وعقدوا كونفرانساً في ماوت في تموز 1964 وقرروا تنحية ملا مصطفى البارزاني عن رئاسة الحزب ومواصلة القتال ضد الحكومة. ومن جانبه عقد البارزاني مؤتمراً في قلعة دزة في تموز 1964 واتخذ عدة قرارات ومنها اعادة انتخاب البارزاني رئيساً للحزب، وطرد (14) عضواً من اعضاء اللجنة المركزية للحزب، وهكذا اصبح هناك طرفان او جماعتان او قطبان مضادان للحزب في الساحة الكوردستانية، كل منهما يدعي باحقيته بزعامة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كما وان الطرفين ابقيا على اسم جريدة الحزب المركزية خه بات وواصلا اصدارها. للتفاصيل، ينظر: شيرزاد زكريا محمد، الحركة القومية الكوردية في كوردستان العراق 8 شباط 1963- 17 تموز 1968، (دهوك، 2006)، ص 167-197.
([62])  سنان صادق حسين الزيدي، المصدر السابق، ص 128.
([63])  المصدر نفسه، ص 129.
([64])  عزيز حسن عزيز البارزاني، المصدر السابق، ص 64.
([65])  يادداشتنامةيةك لة سكرةتيَرى كارطيَرى وةزارةتى دةروة(بةريَز مةككيسون) بو يارمةتيدةرى تايبةتى سةروك بو كاروبارى ئاسايشى نةتةوةيى (بةريَز بوندى)، واشنطتون، 6ى ئابى 1963، بابةت: نامةى مةلا مستةفا بارزانى بو سةروك كنيَدى، وةزارةتى دةرةوة، فايلة ناوةنديكان، IRAQ 3-13 POL.  لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 108.
([66])  سنان صادق حسين الزيدي، المصدر نفسه، ص 131.
([67])  مسعود البارزاني، الصدر السابق،ص337.
([68])  تيليطرام لة بالويَزخانةى وةلاتة يةككرتووةكانى ئةمريكا لة ئيَران بو وةزارةتى دةروة، تاران، 12ى نيسانى 1965، بابةت: سةردانى نوينةرانى PDK لة بالويَزخانةى وةلاتة يةكطرتووةكانى ئامريكا لة ئيَران، ئيدارةى ئارشيف وتوماركراوة نيشتمانيةكان، 59 RG، فايلة ناوةندييةكان، 1966-1964، IRAQ 29-23 POL، ثةنانةكى، نيَردراوة بو بةغداد، ئانكارا وقاهيرة. لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 137-138.
([69])  ماريانا خاروداكى، المصدر السابق، ص273.
([70])  بيتر جى. لامبرت، المصدر السابق، ص 57-59.
([71])  سنان صادق حسين الزيدي، المصدر السابق، ص 143.
([72])  للتفاصيل حول تلك الخطة، ينظر: شيرزاد زكريا محمد، المصدر السابق، ص 237- 271.
([73])  ميَظان محمد حسين رشيد البامرني، المصدر السابق، ص 280.
([74])  سنان صادق حسين الزيدي، المصدر السابق، ص 146-148.
([75])  جريدة التاخي، العدد(1)، 29 نيسان 1967.
([76])  ديفيد ماكدول، تاريخ الاكراد الحديث، ترجمة: ال راج، (بيروت، 2004)، ص 456-457. وللتفاصيل حول الدعم الاسرائيلي للحركة الكردية، ينظر: شلومو نكديمون، الموساد في العراق ودول الجوار – انهيار الامال الاسرائيلية والكردية، ترجمة: بدر عقيلي، ط2( بيروت، 1998).
([77])   ديفيد ماكدول، المصدر نفسه، ص 500.
([78])  المصدر نفسه، ص 485.
([79])  ممدوح محمود مصطفى منصور، المصدر السابق، ص 69-70.
       ([80])  حول القرار البريطاني وتاثيره على المنطقة، ينظر: بيتر مانغولد، تدخل الدول العظمى في الشرق الاوسط، ترجمة: اديب شيش، ط2( دمشق، 1994)، ص 21 وما بعده.
([81])  للتفاصيل حول اسباب اعلان بيان (اتفاقية) 1970ينظر:فةريدوون عةبدولرةحيم عةبدوللا، بارودوخى سياسى كوردستان- عيَراق 11ى مارتى 1970- 11 مارتى 1974(توذينةوةيةكى ميَذووى- سياسيية)، ثيَشةكى: كةمال مةزهةر، (هةوليَر، 2006)، ل 39-75.
([82])  جيف سيمونز، عراق المستقبل- السياسة الامريكية في اعادة تشكيل الشرق الاوسط، ترجمة: سعيد العظم، (بيروت، 2004)، ص 164.
([83])  ديفيد ماكدول ، المصدر السابق، ص 498.
([84])  روزنامه اطلاعات، 23 فروردين 1351(12 نيسان 1972).
([85])  ماريون فاروق سلوغلت وبيتر سلوغلت، من الثورة الى الدكتاتورية: العراق منذ 1958، ترجمة: مالك النبراسي، ( المانيا، 2003)، ص 213.
([86])  كريس كوضيرا، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 365-366.
([87])  مسعود البارزاني، المصدر السابق،ص282.
([88])  ماريانا خاروداكى، المصدر السابق، ص292.
([89])  عزيز حسن عزيز البارزاني، المصدر السابق، ص 102-104.
([90])  راثورتيَكى وةزارةتى دةرةوةى ئةمريكا دةربارةى ثةيوةندييةكانى ئةمريكا، ئيَران و عيَراق وكيَشةى كورد، فايلى ثةيوةندييةكانى دةرةوة، 1969-1976، بةلطةنامةكانى ئيَران وغيَراق، بةرطى E4، 1969-1972. لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل270.
([91])  سليم الحسني، مبادئ الرؤساء الامريكيين، (د.م، 1987)، ص 38- 40.
([92])  عزيز حسن عزيز البارزاني، المصدر السابق، ص 104- 105.
([93])  لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 222.
([94])  روزنامه اطلاعات، 2 تير 1352(22 حزيران 1973).
([95])  كريس كوضيرا، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 367.
([96])  يادداشتنامةى دانيشتةكان، واشنطتون، 5ى تةموزى 1972، نهيَنى، بابةت: دانيشتن لة طةل نوينةرة كوردةكان لة وةزارةتى دةرةوة لة واشينطتون، فايلى ثةيوةندييكانى دةروة، 1969-1976، بةلطةنامةكانى ئيران وعيَراق، بةرطى E4، 1969-1972. لوكمان ميهو، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 260.
([97])  كريس كوضيرا، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 367.
([98])  عثمان علي، مستقبل العلاقات الامريكية الكردية هل ستصبح كوردستان مستعمرة امريكية؟،(د.م،د.ت)، ص 18.
([99])  لجنة بايك، هي لجنة شكلت من قبل مجلس النواب الامريكي(HSCI) بصورة سرية برئاسة ريب اوتيس بايك، وتسربت اوراقها، حيث انها تلقي الضوء على الدعم الامريكي للكرد. ينظر: بيتر جى. لامبرت، المصدر السابق، ص 70، هامش 98.
([100])  المصدر نفسه، ص 70.
([101])  ينظر مؤلفه: المصدر السابق، ص 499.
([102])  المصدر نفسه، ص 499-500.
([103])  روزنامه اطلاعات، 6شهريور 1353(28 اب 1974).
([104])  للتفاصيل، ينظر: منشورات الثورة، لكي يصان السلام وتعزيز الوحدة الوطنية، (بغداد، 1973)؛ منشورات دار التاخي، في سبيل السلم والوحدة الوطنية في سبيل تطبيق اتفاقية اذار، (بغداد، 1973).
([105])  للتفاصيل، ينظر: عةبدوللا، ذيَدةرىَ بةرىَ، ل 245-250.
([106])  حامد محمود عيسى، القضية الكردية في العراق من الاحتلال البريطاني الى الغزو الامريكي 1914-2004، (د.م، 2005)، ص 370.
([107])  دينيس كوماروف، البارزاني ونضال الاكراد الجنوبيين، في: البارزاني وشهادة التاريخ، ترجمة: باظىَ نازىَ، عبدي حاجي، (دهوك، 2005)، ص 98.
([108])  عزيز حسن عزيز البارزاني، المصدر السابق، ص 110.
([109])  للتفاصيل، ينظر: مسعود البارزاني، المصدر السابق، ص 343- 346.
([110])  مثنى امين قادر، المصدر السابق، 172.
([111])  ازاد محمد سعيد، المصدر السابق، ص 160.
([112])  ينظر: طةرمياني، عظمة ثورة ايلول وقائدها البارزاني الخالد( خلفيات المؤامرة الدولية وندم كسنجر)، مجلة طولان العربي، العدد (21)، اربيل، 1998، ص 40.

















كيَشا كوردى ل عيَراقىَ دضارضوظىَ ململانا سوظيَتى – ئةمريكى دا(1946-1975)
            كورد وةك نةتةوة ل روذهةلاتا ناظةراست ل ريَزا ضوارىَ دهيَن هيَشتا دةولةت نينة، كيَشمةكيَشان وبةرذةوةندييَن نيف دةولةتى وةلاتىَ وان كوردستان دنافبةرا ضوار دةولةتان دة دابةشكرن ئةو ذى توركيا وعيَراق وئيران وسورييا، ذلايىَ خوظة ئةظان دةولةتان هةولنةدان كيَشا كوردى ب شيَوةيةكىَ ئاشتيانة ضارةسةربكةن يان بضوكترين مافيَن وان ييَن سياسى ورةوشةنبيرى بةرقراربكةن، لةوا دناظا جظاكىَ كوردى دا بزاظيَن ضكدارى وكومةليَن سياسى دةركةفتن وشيَوازىَ ضةكدارى وةك ريَباز هةلبذارتن داكو بطةهنة ئارمانجيَن خو ييَن نةتةوةيى، ذبةركو شيانيَن وان دلاوازبوون وزور يا بزةحمةت بوو بةرهنطارى دةولةتيَن داطيركةريَن كوردستانىَ ببن، هةولا دروستكرنا ثةيوةنديان دطةل دةولةتيَن هةريَمى ونيفدولةتى كرن، ئةوان ذى ذلايىَ خوظة بو ئارمانج وبةرذةوةندييَن خو بكاردئينا، ب ئةظىَ ضةندىَ كيَشا كوردى ببوو بةشةك ذياريا ستراتيجى وةك كارتةكا سةركةفتى ددةستيَن وان دا.
            ئةف ظةكولينة هةولدانةكا بو تيَطةهشتنا وان هةظركييَن ل دةظرىَ، ذبةركو مة كيَشا كوردى ل عيَراقىَ وةك نمونا وان هةظركييان وةرطرت، دىَ ثتر طرنطييىَ دةين ثيَشظةضوييَن سياسيَن عيَراقىَ دضارضوظىَ ململانا ئيستعمارى ل دور كيَشا كوردى، ودقوناغةكا طرنط دا ذميَذوويا ثةيوةندييَن نيف دةولةتى ئةو ذى قوناغا 1946-1975، ثيَكهاتيَن ظةكولينىَ ل دويف ريَبازا ظةكولينيَن ميَذوويى شيكارى ب ظان تةوةريَن ل خوارىَ يا هاتى دارشتن: 
ئيَك: هوكاريَن كاريطةريَن كيَشا كوردى دململانا سوظيَتى- ئةمريكى دا
دوو: كيَشا كوردى دنافبةرا راكيَشانا سوظيَتى وطرنطينةدانا ئةمريكى(1946-1961)
سيىَ:هةوليَن كوردى بو خو نيَزيكرنا وةلاتىَ ئيَكطرتييَن ئةمريكا(1961-1968)
ضوار:ثالثشتيا ئةمريكا يا نةراستةخو بو كيَشا كوردى(1968-1975)
          
     






The Kurdish case in the Soviet – American competence
1946- 1975
Abstract
Kurds compose the fourth biggest nationality in the middle east that does not have a country because international compromises and interests divided their homeland, Kurdistan, among four countries, which are Turkey, Iraq, Iran, and Syria. These countries did not settle the Kurdish case with peaceful methods or even giving them their simplest political and cultural rights. Therefore, armed movements and political associations emerged inside the Kurdish society, and they adopted the military style as a way to reach the national Kurdish goals. Because its abilities were weak and it was difficult to continue facing the countries that occupied Kurdistan, it attempted to build bridges of relationship with regional and great countries, the thing that led those countries to exploit it for their own goals and interests, and so that Kurdistan becomes a part of the strategic game and a wining card in their hands.
This research is an attempt to understand those conflicts run in the area. And because we have taken the Kurdish case in Iraq as a sample for those conflicts, we will focus on the developments that Iraq witnessed in the frame of the colonializing competence over the Kurdish case, in a special period from the history of international relations, which is 1946- 1975. Based on that, the research structure is in accordance with the methodology of the historical statistical research, with the following titles:
Firstly: the factors of the Kurdish case affecting on the Soviet-American competence
Secondly: the Kurdish case between the Soviet attraction and American neglect (1946- 1961)
Thirdly: Kurdish attempts to approach the USA (1961- 1968)
Fourthly: the American indirect support to the Kurdish case (1968- 1975)


   
 

    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق