السبت، 16 فبراير 2013

الفكر الاشتراكي وتطبيقاته في أوربا (الاتحاد السوفيتي انموذجاً)



الثلاثاء، 6 ديسمبر، 2011

الفكر الاشتراكي وتطبيقاته في أوربا (الاتحاد السوفيتي انموذجاً)



حكومة اقليم كوردستان- العراق
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة دهوك/ فاكلتيا العلوم الاجتماعية والانسانية
سكول الاداب / قسم التاريخ 


الفكر الاشتراكي وتطبيقاته في أوربا
(الاتحاد السوفيتي انموذجاً)












فرهاد محمد احمد                                                   

2011




المحتويات

المقدمة
أ - ب
الفصل الاول: مفهوم الاشتراكية
1-3
الفصل الثاني: نشأة الفكر الاشتراكي ومراحل تطوره
4-9
الفصل الثالث: التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي
10-19
الخاتمة
20
قائمة المصادر
21-22



















المقدمة

تعد دراسة الفكر الاشتراكي والنظرية الاقتصادية الاشتراكية من المواضيع المهمة، التي يجب أن يلم بها الباحث في التاريخ، فهي تقدم صورة واضحة لحركة المجتمع ومتطلباته نحو التغير والتقدم، ولها الفضل في تفسير ورفع الغموض عن الكثير من الأحداث. ومع أن للفكر الاشتراكي جذوره العميقة في التاريخ ألا إن تلك الأفكار نشأت وترعرعت في العصر الحديث، في ظل النظام الرأسمالي، لتصبح حركة اجتماعية قوية في مواجهة النظام الرأسمالي في القرن التاسع عشر، لها قادتها وفلاسفتها والهدف الواضح وهو تأسيس الدولة الاشتراكية وابرز خصائصها الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، وجهاز التخطيط المركزي الذي يقوم بهمة تخطيط كيفية تحديد وتوزيع موارد الدولة، ومسؤولية إشباع الحاجات العامة، وبالمقابل يقدم كل فرد خدماته إلى المجتمع بحسب طاقته، وفي المقابل يتسلم الفرد من المجتمع بحسب حاجته. ولان الاتحاد السوفيتي هي اول دولة طبقت فيها الفكر الاشتراكي اخذناها كنموذج لدراستنا.
للإحاطة بدراسة الفكر الاشتراكي من جميع جوانبه وتقديم صورة مبسطة وازلة جزء من التعقيد والغموض المحيط بهذا الفكر، ارتائينا تقسيم مادة بحثنا الى ثلاث فصول، فضلاً عن المقدمة والخاتمة وقائمة المصادر والمراجع، يتطرق الفصل الاول لبحث مفهوم الاشتراكية تسميةً واصطلاحاً كمدخل لفهم الاطار العام للاشتراكية واهم عقائدها.
كرس الفصل الثاني لدراسة الفكر الاشتراكي ومراحل تطوره بدءً من الافكار الاشتراكية الطوباوية الى الاشتراكية العلمية، يبرز فيه اشارات سريعة الى اراء اهم رواد الفكر الاشتراكي والظروف التاريخية التي مر به ذلك الفكر.
اما الفصل الثالث، فانه خصص لدراسة التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي منذ الثورة الروسية عام 1917 والى سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، وركز على اهم التطورات الاقتصادية التي مر فيه الاقتصاد الاشتراكي مبيناً ان السبب في سقوطه يعود الى توجه قادة السوفيت، سيما بعد الحرب العالمية الثانية، الى التركيز في بناء الصناعات العسكرية واهمال الجوانب الاخرى من الصناعات الاستهلاكية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
اما بالنسبة لمصادر البحث فقد اخذ المصادر باللغة العربية حصة الاسد في الدراسة لكوننا لم نكن ملمين باللغات الاجنبية، ومع ذلك اعتمدنا على عدد لا بأس به من المصادر الاجنبية المعربة الى اللغة العربية، فبالنسبة للمصادر التي تبحث في الفكر الاشتراكي وتطوره يوجد عدد لا بأس به في مكتباتنا المحلية، اما بالنسبة للمصادر التي تبحث في تاريخ الاتحاد السوفيتي وتطوراته الداخلية فلا يزال مكتبانا بها فقيرة، واستكمالاً لهذا النقص اعتمدنا على الشبكة العنكبوتية للمعلومات. ومن اهم المصادر التي اعتمد عليها البحث: كتاب(رواد الفكر الاشتراكي) لمؤلفه ج.د.ه.كول، الذي يدرس بشكل مفصل افكار ونظريات ومفاهيم رواد الفكر الاشتراكي وتصوراتهم عن المجتمع والدولة، واستفاد منه في الفصل الاول والثاني. اما رسالة الماجستير للباحثة بلخيرة محمد(التحولات السياسية في الاتحاد السوفيتي واثرها على الدول العربية "الوطنية") فكانت غنية بعلومات عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والازمات التي كان يعاني منه الاتحاد السوفيتي، عليه استفاد منها البحث في الفصل الثالث. فضلاً عن مصادر اخرى مهمة اشارة اليها الباحث في قائمة المصادر.
           











                          








الفصل الاول: مفهوم الاشتراكية

من الصعب جداً معرفة متى استعمل كلمتي اشتراكي والاشتراكية، فالاراء بهذا الصدد متضاربة، يعتقد كول ان اول استخدام لكلمة الاشتراكية ظهرت في نص مطبوع باللغة الايطالية عام 1803، ولكن بمعنى لا صلة البتة بينه وبين اي معانيها المتأخرة. وان الاستخدام الثاني لها كان عام 1927 عندما اصطنعت لفظة اشتراكي socialist في (المجلة التعاونية Co-operative Magazine) الأوينية لتعني اتباع مذهب وروبرت أوين R.Owen(1771-1858) التعاوني. اما لفظة الاشتراكية socialism فظهرت في عالم الطباعة وذلك في مجلة فرنسية هي (لو غلوب Le Globe) عام 1832 وكانت الجريدة لسان حال السيمونيين، اتباع سان سيمون Saint simon(1760-1825)، واصطنعت اللفظة على مذهب سان سيمون الاشتراكي. وخلال العقد الرابع من القرن التاسع عشر استعمل لورو ورينو تلك الكلمة في موسوعتهما (الانسيكلوبيديا الجديدة  Nouvelle Encyclopedie) ، وسرعان ما امست تصطنع بمعنى اوسع لتشمل عدداً من الجماعات الهادفة الى ضرب ما من النظام الاجتماعي الجديد القائم على مفهوم اقتصادي واجتماعي لحقوق الانسان. ومن ذلك الحين استعملت لفظتا اشتراكي والاشتراكية تكراراً في كل من فرنسا وبريطانيا ومن ثم انتقلت الى المانيا وغيرها من البلدان الاوربية والى الولايات المتحدة الامريكية([1]).
يذكر مؤلف كتاب (موسوعة عالم السياسة) كيفية ظهور كلمة الاشتراكية فيقول في القرن الثامن عشر والربع الاخير من القرن التاسع عشر، راج تعبير جديد بالفرنسية Individualisme اي الفردية، وكان بعض المفكرين الاجتماعيين يناوئون هذه الفردية وتجاوزاتها بالنسبة للمجتمعات البشرية وطبقاتها المظلومة ويتخيلون مجتمعات مثالية مبنية على العدالة والمساواة والحرية والمحبة، فكان لا بد من ايجاد كلمة جامعة تعبر عن تفكيرهم وتعاكس الفردية، فاستعمل احد تلامذة سان سيمون وهو بيار لورو كلمة سوسياليزم Socialisme مدعياً بانه هو الذي اوجدها للمرة الاولى سنة 1832([2]).
اما بالنسبة لكلمة الشيوعية Communism فانها ظهرت في عام 1830، اذ ان فكرة الشيوع جاءت من فكرة الملكية المشتركة فقد استعملتها (العصبة الشيوعية Communism Leagu) وظهرت بشكل واضح في البيان الشيوعي الذي اعلن سنة 1848، ثم انتشرت الكلمة بين المفكرين وغدت تعني الاشتراكية، لأن الفكرة الشيوعية حملت معها كلمة النضال الثوري الى جانب الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي([3]).  
        تطور مفهوم الاشتراكية بحسب المراحل والفلاسفة الذين نظروا لهذا الفكر، فكلمة الاشتراكية كانت تعني في البداية:" تنظيماً جماعياً لشؤن الناس على اساس تعاوني، يهدف الى سعادة الجميع ورفاهيتهم". يلاحظ في هذا التعريف عدم التعرض الى الصراع الطبقي بين طبقة العمال (البروليتاريا  (Prolitariat وطبقة الرأسمالية، ذلك التطور الذي دخل في مفهوم الاشتراكية خاصةً لدى كل من غراكوس بابوفG. Babeuf  (1760-1797) وسان سيمون، الذين هاجما التفاوت المفرط بين الرأسماليين وطبقة العمال:" الطبقة الاكثر عدداً والاشد فقراً" حسب تعبير سان سيمون ([4]).وتطور مفهوم الاشتراكية بشكل اكثر لدى كل من كارل ماركس Karl Marx (1818-1883) وفردريك انجلس Frederick Engels  (1820-1895) الذين اوجدا النظرية الاشتراكية العلمية ودعا الى تطبيقها من خلال توحيد الطبقة العاملة والثورة على النظام الرأسمالي ([5]).
        واذا كان مفهوم الاشتراكية يختلف باختلاف الانظمة السياسية والفلاسفة الذين نظروا لهذا الفكر، فان الفكرة الاساسية لهذا النظرية تكمن في تدخل الدولة، بصفتها هيئة غير منحازة لاي طبقة معينة، لتستعمل موارد الانتاج لا من اجل ربح طبقة الرأسماليين، ولكن من اجل الخدمة العامة للشعب([6]). ويمكن تلخيص اهم العقائد الاساسية للاشتراكية من خلال النقاط التالية ([7]):
1-   الملك الجماعي للارض والعقار والامور التي تهم الامة كلها مثل الصناعات الثقيلة والماء والكهرباء والمناجم والتعليم وغيرها.
2-   الفرصة المتساوية لكل الناس لكسب العيش وذلك بواسطة فتح مجال التعليم امام الناس بالتساوي.
3-   الاعتقاد بان الانسان في طبيعته اجتماعي واخلاقي.
4-   التفاؤل بالمستقبل وذلك للاعتقاد انه ان طبقت الاشتراكية وتضامن الناس أو علموا التضامن سيخلقون مجتمعاً فاضلاً وتصبح الحياة وكأنها فردوس. والفردوس هذا يكون واقعياً وفي حياة الافراد وليس ما يتمناه الناس بعد الموت.
5-   ان الارادة العامة والمصلحة العامة اهم من الارادة او المصلحة الفردية، وان المصلحة والارادة العامة تضمن ايضاً احترام الارادة والمصلحة الفردية. 
ويمكن اعتبار تعريف الاشتراكي الانكليزي برتراند رسل للاشتراكية تعريفاً جامعاً فهو يقول:" الاشتراكية هي اشتراك المجتمع في ملكية الارض ملكية اشتراكية، وفي رأس المال في ظل حكم ديمقراطي. ويترتب على هذه الاشتراكية توجيه الانتاج توجيها يجعله انتاجاً للاستهلاك لا للربح. ويترتب على هذه الاشتراكية ايضاً توزيع الناتج على الجميع، واذا بقي ثمة من تباين او اختلاف في الحظوظ، فيججب ان تبرره المصلحة العامة"([8]).
 
















الفصل الثاني: نشأة الفكر الاشتراكي ومراحل تطوره

برز في الفكر السياسي في العالم ومنها اوربا نظريات كثيرة كان لها تأثير كبير في  التجربة الانسانية في مجال التنظيم السياسي، ولعل البحث عن مجتمع تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية راود تفكير اغلب الفلاسفة، الذين حاولوا رسم صورة طوباوية لمجتمع في مخيلته، ومن ثم تطور الفكر الطوباوي ليظهر فلاسفة في القرن الثامن عشر ليقولوا بانه بالامكان تطبيق الفكر الاشتراكي في المجتمع ليتطور الامر في القرن التاسع عشر لتصبح الاشتراكية من مجرد افكار طوباوية الى نظرية علمية. ولاجل فهم ذلك التطور في الفكر الاشتراكي سنتعرض للموضوع من خلال مبحثين:
اولاً: الاشتراكية الطوباوية
يعد افلاطون Plton (427 ق.م-347 ق.م) اول من بدأ بنشر الفكر الاشتراكي الطوباوي الذي استاء في (جمهوريته ) من فقدان الفضيلة والاخلاق العالية في المجتمع الاثيني، فطالب باقامة حكومة عادلة، لا تهيمن عليها اي طبقة متحيزة وجشعة وانما تشرف عليها طبقة الفلاسفة والحكماء([9]).
يرى ارسطوAristote (384ق.م-322 ق.م) ان العدالة هي اساس سعادة الفرد، فهي بالتالي تعد اساس سعادة الدولة ايضاً التي يجب ان تقودها الطبقة الوسطى، التي هي وسط بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة، وتعد خيراً من هاتين الطبقتين واجدر بتولي مهام الحكم ([10]). ومع انه تصدى لافكار افلاطون وانتهى الى تقرير تفوق الملكية الخاصة على الملكية المشتركة، استمرت الافكار الاشتراكية بالظهور بقوة في الفترات اللاحقة ([11]).
حمل القرون الوسطى منعطفاً مهماً في التطور الفكري السياسي، فعلى اثر تدهور احوال اوربا الاقتصادية، برزت الديانة المسيحية لتدعو الى اقامة العدالة بين الناس بصرف النظر عن اوضاعهم الاجتماعية، "والناس جميعاً من خلق الله لا فرق بينهم" ([12]). وعندما اصبحت المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية، ومن ثم حدث تواطئ بين الكنيسة والسلطة، اضطربت الاحوال وشاعت اللامساواة بين البشر، مما ادى الى بروز عدة حركات داخل المجتمع المسيحي تدعو الى تحقيق الاهداف التي جاءت بها المسيحية، ومنها:" ان الله قد خلق، في الاصل، العالم من اجل ان تكون خيراته مشتركة بين كل الناس"([13]). ويعد القديس اوغسطين Aughustin(354م- 430م) من الاوائل الذين دافعوا عن المسيحية وذلك في كتابه (مدينة الرب)، وفيها يعزي سقوط الامبراطورية الرومانية عام 410 م الى غياب الكابح الاخلاقي لدى الرومان. ويؤكد على انه بغياب العدالة لن تكون الدولة سوى مجرد تنظيم اجرامي([14]). 
لم يحدث نمو في الفكر الاشتراكي في بدايات العصر الحديث بسبب سيادة الملكية المطلقة على الحكم في اوربا وتعاونها مع الطبقة البرجوازية الصاعدة، وبين الطبقتين المسيطرتين طبقة غالبة غير مستقرة وغير راضية عن اوضاعها، هذا الامر ترك تأثيراً كبيراً على عدد من الفلاسفة ومنهم توماس مور Thomas More(1478-1535) وتوماسو كامبانيلا Tommaso Campanella (1568-1639)، فالاول قدم نقداً لاذعاً للملكية والمؤسسات الانكليزية من خلال تقديم فردوس وهمي تكون فيها الاقتصاد مخطط ويلغي الملكية الخاصة كلياً، فهو يقول بهذا الصدد:" الوسيلة السعيدة لتكوين السعادة العامة هو التطبيق الكامل لمبدأ المساواة" ([15]). اما كامبانيلا فهو في كتابه (مدينة الشمس) يقدم نموذجاً شيوعياً طوباوياً لمدينته، تنتهي فيها الانانية وتحل عبادة الجماعة محلها ([16]).
اثبتت الثورة الفرنسية عام 1789 تطوراً مهماً في الفكرات الاشتراكية الحديثة، ليس فقط تطوراً مطرداً في حقل الفكر، بل ارتباطاً متعاظماً ايضاً بين الفكر والحركات الفكرية الهادفة الى التعبير عنه تعبيراً عملياً. اذ لم يعد النظريين الاشتراكيين، مجرد مفكرين منعزلين ومصلحين اخلاقيين وانما بدأوا يدعون الى تغير الاوضاع وذلك بعد ان انحرف قادة الثورة عن مبادئها وحولوها الى سلطة استبدادية، ولعل محاولة بابيف ضد تهور الثورة سنة 1797 ومشروعه ( شيوعية البروليتاريا) ان يعتبره رائداً لا للمذاهب الاشتراكية التي نادت بالملكية المشترك واستغلال وسائل الانتاج على نحو مشترك فحسب، بل رائداً ايضاً لفكرة ديكتاتورية البروليتاريا كوسيلة لاخضاع الطبقات الاخرى ولأحباط كل محاولة الى الثورة المعاكسة([17]).
بدأت الافكار الاشتراكية تطرح بقوة في المجتمع الاوربي على اثر ظاهرة الاعتناء بالصناعة وتطويرها على حساب الزراعة، فالثورة الصناعية تركت تاثيرات سلبية فيما يخص  استغلال العمال الذين وجدوا انفسهم يعيشون في بؤس ومجاعة في مقابل تكدس الثروات لدى اصحاب المعامل ورؤوس الأموال ([18]).
        وادى فعل المظالم والتفاوت الطبقي وتطور النظام الرأسمالي عدد من المفكرين الأوربيين الى طرح مبادئ تهدف إلى نبذ الرأسمالية وإقامة اشتراكية بديلة تستند على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج. وقد انتقد هؤلاء تناقضات المجتمع الرأسمالي وانعكاساته السلبية على الطبقات المقهورة من السكان. ويأتي في مقدمة هؤلاء المفكرين سان سيمون وشارل فورييه Chales Fourier(1772-1837) الفرنسيان، وروبرت أوين الإنكليزي. واعتقدوا بأنه بالإمكان إقامة مجتمع اشتراكي، واستطاعوا التنبؤ ببعض ملامح النظام الاشتراكي المستقبلي([19]).
        في الحقيقة أن هؤلاء الفلاسفة الخياليين لم يجدوا، في مجتمع أيامهم الوسائل الموضوعية لتغير واقعهم المؤلم، سوى وضع مشروع فكري لمجتمع كامل، قارنوه بالواقع المحزن. ولكنهم كانوا يجهلون قانون تطور المجتمع الرأسمالي فلم يستطيعوا اكتشاف العلاقة الموضوعية بين المجتمع الذي ينتقدونه والمجتمع الذي يحلمون به. ومن هنا كان وصف اشتراكيتهم بأنها خيالية ولهذا كانوا مثاليين يعتقدون أن العقل له القدرة على توليد مجتمع عادل، فنادوا بالعدالة والأخلاق([20]).
فضلاً عن ذلك، فالملاحظ على تلك الاتجاهات، انها تتفاوت في نزوعها الى الغاء الملكية الفردية، كما انها لم تحرص على تبيان وسائل التغير من المجتمع الرأسمالي الى المجتمع الاشتراكي، ولم تدع الى استعمال العنف لتحقيق هذا التغير. ومن هنا تفترق هذه الاتجاهات الاشتراكية عن الاشتراكية العلمية في انها تقوم على المشاركة او الشيوع في الاموال، وتنادي بوجوب احداث التغير الى مجتمع المستقبل عن طريق الانقلاب العنيف المباشر على الوضع الاجتماعي القائم من اجل تحقيق دكتاتورية العمال([21]). ان الذي تمكن من ربط نظرياتهم بنضال الطبقة العاملة من أجل إقامة المجتمع الاشتراكي، وتحويل الاشتراكية من مذهب طوباوي إلى علم، ووضع الأسس العلمية للاشتراكية هما ماركس و انجلس([22]).

ثانياً: الاشتراكية العلمية
ذكرنا في السابق بان الفكر الاشتراكي ظل لفترة طويل في مرحلة الطوباوية الى ان حدث طفرة نوعية على المفاهيم الاشتراكية وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يرجع الفضل في ذلك الى ماركس الذي جعل من الاشتراكية علماً من العلوم على اثر اكتشافين كبيرين هما: نظرية التاريخ المادية واكتشاف سر الإنتاج الرأسمالي بواسطة فائض القيمة([23]).
يقصد بالمادية التاريخية، تحليل الظواهر والوقائع الاجتماعية وفق مبادئ المادية الديالكتية وقوانينها الثلاث الأساسية المتمثلة بأن عمليات التراكم الكمية تؤدي إلى تغيرات كيفية، وأن التناقض بين مكونات الأشياء يعد الأساس في حركتها، وما من شيء في الطبيعة والحياة الاجتماعية إلا ويحمل في مكوناته قدراً من التناقض ينتج صراعاً مستمراً بينها، ما يعرف بنفي النفي، فكل مرحلة من مراحل التطور تنفي بالضرورة المراحل السابقة، ولا يمكن أن تتعايش المراحل مع بعضها. وبهذا النمط من التحليل تأخذ المادية التاريخية بدراسة مراحل التطور الاقتصادي والاجتماعي من مرحلة المشاعية البدائية إلى مرحلة العبودية ومرحلة الإقطاعية والرأسمالية واخيراً الشيوعية التي يصبح فيها المجتمع خالي من أي تناقض داخلي([24]).    
تعتبر الاشتراكية العلمية من اكثر النظريات الاشتراكية جدية لانها تشكل عقيدة علمية شاملة ومذهباً فلسفياً واقتصادياً وسياسياً تؤمن  بالمادية التاريخية والمادية الديالكتيكية وبالانتاج اساساً للحياة الاجتماعية وتعطي اهمية كبرى للعمل معتبرة اياه القيمة الفضلى القيمة الوحيدة. وهي تؤمن ايضاً بان المجتمع الاشتراكي المبني على ملكية وسائل الانتاج والتبادل على ادارتها بواسطة الطبقة العاملة وبالتالي ازالة الطبقية هو قدر تاريخي محتوم لا بد من ان يتم نظراً لمتناقضات النظام الرأسمالي، وانها توصي على تحقيق ذلك بمختلف الوسائل الثورية. كما انها تؤكد على وجوب التخلص من الدولة والقوميات وذلك على مرحلتين: الاولى هي: مرحلة الاشتراكية التي تشكل مظهراً تاريخياً من مظاهر المجتمع الانساني والتي ترمي الى توزيع صافي الانتاج الوطنية بواسطة اجهزة الدولة حسب كفاءة كل عامل. اما المرحلة الثانية، فهي مرحلة الشيوعية التي تفرض زوال القوميات وانحلال الدولة لانعدام ما يبرر وجودها، وعندئذ سيتم توزيع الانتاج الصافي بواسطة مجلس اداري على اساس الحاجة([25]).
يعد البيان الشيوعي الذي اعلنه كل من كارل ماركس وانجلس في 1848، التوضيح الأوفى للاشتراكية العلمية، ويرتكز على عدة من الافكار الاساسية، ومنها:"ان تاريخ كل مجتمع هو تاريخ صراع الطبقات". " ان المجتمع البرجوازي يتجه دائماً للانقسام الى طبقتين كبيرتين متقابلتين وجهاً لوجه وهما: الطبقة البرجوازية والطبقة البروليتارية الكادحة". " على العمال ان ينتظموا في حزب طبقي ليتسلموا السلطة السياسية في جميع بلدان العالم، ويحصروا وسائل الانتاج في قبضة الدولة الاشتراكية الجديدة"([26]).
بدأت حركة تدب في المجتمع الاوربي، بعد البيان الشيوعي، من اجل توحيد جهود الماركسين والعمال تمهيداً للانتقال الى النظام الاشتراكي، وتكللت تلك المهام بانعقاد الاممية الاشتراكية الاولى في لندن عام1864 بحضور ماركس ومؤيدين له من البلدان الاوربية، وقد نشأ عنها (الاتحاد الدولي للطبقة العاملة) ([27]). التي مهدت لحدوث اول ثورة اشتراكية عفوية في التاريخ، قام بها عمال باريس، الذين استولوا على السلطة، واعلنوا في اذار 1871 ميلاد اول دولة عمالية في التاريخ بأسم كومونة باريس([28]).
لكن الاممية الاشتراكية الاولى تراجعت في الثمانينات من القرن التاسع عشر، بسبب بروز الخلافات الداخلية وتوسع الظاهرة القومية في اوربا، مما فتح المجال لقيام الاممية الاشتراكية الثانية التي عرفت باسم( الاشتراكية الديمقراطية) وذلك في مدينة باريس عام 1889 ، اقتصرت عضويتها على الاحزاب الاشتراكية بعد استبعاد النقابات والتجمعات العمالية غير المنظمة. انفرطت عقد هذه الاشتراكية بعد الحرب العالمية الاولى، بعدما برزت في داخلها تيارات اليمين واليسار والوسط، فالخط الماركسي سعى لاحداث تغير جزري من خلال اسقاط مؤسسات النظام الرأسمالي، في حين برز خط ثان يطالب باقرار حقوق الطبقة العاملة بواسطة المفاوضات والنضالات الطويلة ذات الطابع الديمقراطي غير العنيف([29]).
وبعد قيام الثورة الاشتراكية الاولى في روسيا عام 1917 انتقد قادتها وعلى راسهم فلاديمير ايلتش لينين Vladimir Ilyich Lenin (1917-1924)، الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في البلدان الاوربية مدعين انحرافها عن المبادئ الماركسية، ودعوا الى تاسيس الاممية الاشتراكية الثالثة في عام 1919 والتي سميت بمنظمة (الكومنترن Comintern) التي تعني التنظيم الشيوعي الدولي الهادف الى احتواء اطراف الحركة الشيوعية. وفي المقابل رفضت الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية الكومنترن واعادت نفسها تحت اسم ( الدولية الاشتراكية العمالية) ([30]).
وفيما عدا الاتحاد السوفيتي فشلت الاحزاب الاشتراكية في اوربا الغربية في التوصل للحكم، لعدت اسباب ومنها بروز الاشتراكية العنصرية وتصديها لتلك الاحزاب([31]). وبعد الحرب العالمية الثانية، انشأ الاتحاد السوفيتي، بعد تحول دول اوربا الشرقية، بأثتثناء يوغسلافيا، الى النظام الاشتراكي، مكتب الإعلام الشيوعي (كومنفورم Cominform) عام 1947 وهي مكتب الاعلام لدى الاحزاب الشيوعية ويقضي بالانقياد الى الاتحاد السوفيتي في كفاحه ضد الامبريالية([32]). وبالمقابل عقدت الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في اوربا الغربية مؤتمراً لها في فرانكفورت عام 1951 لتأسيس( المنظمة الدولية الاشتراكية)، تظم احزاباً اشتراكية ديمقراطية، استطاعت ان تصل الى السلطة في بلدان اوربية عدة مثل السويد، النرويج، الدنمارك، النمسا، المانيا الغربية، بريطانيا، فرنسا([33]).   





الفصل الثالث: التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي
برزت الافكار الاشتراكية في روسيا في القرن التاسع عشر وذلك عند بعض المفكرين والكتاب وليس عند العمال وزعمائهم، لان روسيا كانت يومها غير صناعية واقتصادها ما زال زراعياً اقطاعياً. بدأت اول جماعة ماركسية نشاطها في عام 1883، وشكل هؤلاء عام 1898 حزباً سموه ( الحزب الاشتراكي الديمقراطي) وسرعان ما انقسم الحزب الى فريقين عام 1903، سمي فريق نفسه بالاكثرية (البولشفيك Bolsheviks)، والاخر سمي (الاقلية Mensheviks)، ومن زعماء الاكثرية لينين وليون تروتسكي، واكدت الاكثرية على الحاجة للثورة وعدم انتظار التطورات التي تحدث عنها ماركس، مثل انتشار الصناعات ووجود طبقة بروليتاريا وقيامها بالثورة، فراى لينين ان الاستعمار جعل من العالم كله بروليتاريا، لهذا فالبدء بثورة في روسيا شرعية. وبالمقابل رفضت الاقلية منطق لينين واتهمه بتهمة تصحيح ماركس مدعين ان روسيا غير ناضجة للثورة الماركسية([34]).
جاءت الفرصة للقيام بالثورة، اثر اندلاع ثورة عفوية ضد القيصر في روسيا في 23 شباط 1917، في ذكرى يوم المرأة العالمي، وفي اليوم التالي أضرب نحو 200 ألف عامل عن العمل في بتروجراد (ليننغراد فيما بعد، وسان بطرسبورغ منذ 1991). وفي يوم 25 شباط سيطرة الإضراب العام على المدينة وقُتل عدد من العمال على يد قوات الجيش. وبعد ذلك بيومين تمرد الكثير من الحراس والجنود في كتائبهم ضد الضباط ورفضوا تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وفي بعض الأحيان كان يتم قتل الضباط الذين يصدرون مثل هذه الأوامر من قبل جنودهم([35]). أدرك القيصر حينها أن النهاية تقترب لذا تنازل عن السلطة لفائدة حكومة كيرنسكي المؤقتة، ولكن تلك الحكومة لم تتمكن، رغم الديمقراطية المحدودة التي ميزت فترة حكمها القصيرة، من احتواء الأزمة العامة المتفاقمة([36])، وكان لينين، حينها في منفاه بسويسرا، وعاد إلى بتروجراد في 3 نيسان 1917. وبعودته ازداد شعبية الحزب البلشفي، وقرر بالبدء بانتفاضة في أكتوبر، و كان مخطط لها جيداً، لذا لم يراق فيها الكثير من الدم مقارنة بأعداد الضحايا الذين سقطوا في شباط 1917. أما الفارق بين هذه الثورة والثورات العمالية الأخرى، هو أنه في الحالة الأولى كان هناك حزب ثوري قوي في قيادة الجماهير، بينما في الحالات اللاحقة كانت الأحزاب الثورية إما ضعيفة وهشة وإما غير موجودة بالمرة([37])
وقد أطلق على النظام الجديد للبلاشفة اسم النظام السوفياتي نسبة ﻟﻤﺠالس السوفيات، وتم اول الامر الإعلان عن تأسيس أول دولة اشتراكية في العالم تدعى جمهوريات روسيا الاتحادية الاشتراكية، وابتداء من عام  1922، وعلى اثر انضمام جمهوريات سوفياتية أخرى بموجب معاهدات، أضحت الدولة الجديدة تدعى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (URSS) او ما يعرف بالاتحاد السوفيتي الذي أقر أول دستور له في عام  1923([38]).       
شكلت بناء دولة اشتراكية في الاتحاد السوفيتي بالنسبة للعالم مفاجئة، هي ان الاشتراكية تجسدت في الدولة الاوربية الكبرى التي كان اقتصادها والتعليم فيها الاشد تخلفاً([39]). والانكى من ذلك انها اثبتت بطلان نظرية ماركس وهي ان الاشتراكية ستولد من رحم المجتمعات الرأسمالية الاكثر تطوراً([40]). فضلاً عن ذلك طرأ تطوراً ملحوظاً على النظرية الماركسية والتي يمكن عدها بالمرحلة الحاسمة في وضع أسس الماركسية، يعود الفضل في ذلك الى زعيم الثورة الروسية لينين وتجربته في بناء الحزب الثوري و إنجاز الثورة الاشتراكية و الدفاع عن الوطن الاشتراكي، ليصاخ فلسفة ماركسية جديدة تعرف  بالماركسية اللينينية([41]). وان اهم ما فكر به لينين هو تصدير الثورة الاشتراكية، وكان الهدف منها تنظيم ثورة اشتراكية عالمية، وخلق جمهورية سوفيتية دولية، وللوصول إلى ذلك سعى إلى تأسيس أحزاب شيوعية جديدة في كل أنحاء العالم، إلا أن نجاح الثورة الاشتراكية الروسية لم يؤدي الى انتصار الثورة الاشتراكية في دول أخرى، والسبب الجوهري في ذلك كان غياب أحزاب ثورية فعالة كالحزب البلشفي([42]).
تعد المصادرات الواسعة احد العناصر الاكثر بروزاً في السياسة السوفيتية بعد نجاح الثورة ، ففي الشهرين الاوليين، اصدروا(193) امراً، فاصدروا امراً بتأميم الارض والصناعة ورؤوس الاموال والبنوك، والغوا جميع الديون الفردية والحكومية، كما وتسلطوا على الصحافة وحرية النشر، وتحكموا في كل سبل التعليم ومنعوا تأليف أي شيء لا يتفق مع المذهب الماركسي، فضلاً عن ذلك اقتلعوا أي اثر للعبادة الدينية في روسيا، وبدلوا قوانين الزواج والطلاق، وجعلوا نقابات العمال جزءاً من الحكومة واسس جيش احمر ليكون اداة بيدهم لتنفيذ اوامرهم([43]).  
لقد ظهر من احصاء روسي رسمي بأن البلاشفة، خلال عملية المصادرات العامة، قتلوا 28 اسقفاً و1219 قسيساً و6000 استاذ ومدرس في الجامعات و 12,950 و من ملاك الارض و 54,000 ضابط و 70,000 من رجال الشرطة و 193,290 من العمال و 210,000 من الجند و 355,250 من المستنيرين والفنيين و 815,000 من الفلاحيين([44]).
يبدو النظام السياسي السوفياتي، ظاهرياً، كأنه نظام سياسي ديمقراطي، حيث يؤكد دستور 1936على "الطابع الديمقراطي البارز"، كتمتع مجلس السوفيات الأعلى الذي يجرى انتخابه بالاقتراع العام بصلاحيات واسعة، والتأكيد على حرية الرأي والتعبير، ولكن ما ينسف ذلك الطابع الديمقراطي هو المادة السادسة من الدستور التي اعطت دوراً كبيراً  للحزب الشيوعي في الحياة السياسية، حيث انها نصت على أن الحزب الشيوعي هو "القوة القائدة والموجهة للمجتمع السوفياتي"([45]). وغالباً ما كان رئيس الحكومة نفسه رئيس الحزب ايضاً، هذا ماجسده جوزيف ستالينJosef Stalin(1924-1953)، وعندما جاء نيكيتا سرغيفتش خروتشوف Nikita Sergeyevich Khrushchev (1953-1964) حاول أول الأمر التخلي عن منصب الامين العام للحزب لكنه عاد مرةً اخرى ليجمع بين المنصبين، ويقال نفس الشيء عن ليونيد إيليتش بريجينيف Lyoneed Eleach Bregenev (1964-1982) وميخائيل غورباتشوف Mikhail Gorbachev (1985-1991) الذين عملا بجد لفك الارتباط بين المنصبين ولكنهما تراجع فيما بعد فجمعا بين المنصبين من جديد([46]).
اما في المجال الاقتصادي فنستطيع ان نقول ان البلاشفة عملوا، بعد الحرب الاهلية([47])، بثباة على بناء دولتهم، فأطلقوا على سياستهم الاقتصادية الجديدة اسم(النيب) واساسها انهاء المصادرات والاقرار بالتجارة الحرة داخل البلاد، استمرت هذه السياسة من 1923-1928 وحققت انجازات مهمة، فمثلاً وصل الانتاج الزراعي الى 90% من مستوى قبل الحرب، اما الانتاج الصناعي فهو الاخر وصل الى مستوى عام 1913. هذا التطور كان نتيجة للتطور السريع الذي شهدته القوى المنتجة على اساس اقتصاد السوق والحوافز للعمال والفلاحين والتجارة الحرة والشركات الرأسمالية الصغيرة، فيما واصلت الدولة سيطرتها على على المالية والصناعات الكبيرة والتجارة الخارجية([48]).
ان اهم شيء نلاحظه في سياسة النيب هو الابقاء على جانب من المرتكزات الرأسمالية في الداخل سيما في القطاع الزراعي، ويعتبر ذلك تناقضاً واضحاً مع الفكر الاشتراكي، عليه بعد مجيء ستالين الى الحكم غير من ذلك التوجه الرأسمالي البسيط داخل الاتحاد السوفيتي، فبادرة باقامة تعاونيات فلاحية حتى يسهل على الحكومة مراقبة الانتاج الفلاحي والتحكم فيهم، فبذلك اصبحت الدولة هي التي تتخذ جميع القرارات المتعلقة بالانتاج والكميات التي يستهلكها الفلاحون وسكان المدن. ولم يتوقف على هذا الحد وانما بادرة في الخطة الخمسية الاولى على تصنيع البلاد على حساب الزراعة، حيث قال ستالين ان المخطط الخماسي: كان بمثابة استراتيجية مدروسة تهدف الى جعل الاتحاد السوفيتي قوة صناعية في العالم([49]).
حقق ستالين ما كان يصبو اليه من جعل الاتحاد السوفتي بلد صناعي قوي، فالأرقام  التالية تبين التطور الذي شهدته انتاج مصادر الطاقة والصناعة الثقيلة خلال الفترة(1940-1953) ([50]):
الصناعة
1940
1945
1950
1953
الفحم
165,9
149,3
261,1
320,4
البترول
31,1
19,4
37,9
52,8
الكهرباء
48,3
43,2
91,2
134,8
الفولاذ
18,3
12,3
25,4
38,1
القطن
3,9
1,6
3,8
5,3
الاحذية
211
63
203,4
239,5
ادى التركيز على الجانب الصناعي العسكري الى اهمال الجوانب الاخرى ومنها السلع الاستهلاكية، فمثلاً لم ينتج الاتحاد السوفيتي في العام 1953 سوى عدد قليل من اجهزة التلفزيون والغسالات والاجهزة الكهربائية المنزلية، وكانت الصناعة الكيمائية متأخرة جداً، كما ان النايلون لم يكن قد صنع بعد، وانتاج الاحزية لا يساوي عام 1940 وانتاج الاقمشة غير كاف وسيء النوعية، كذلك انتاج السيارات فكان التركيز على الشاحنات والباصات. اما على المستوى الزاعي فكان الوضع مأسوياً فكان موسم الحبوب عام 1952 اقل منه في العام 1940 الذي يساوي 92200000 مقابل 95600000، وبقيت تربية المواشي في مستوى شديد الانخفاض ولو اعلى قليلاً مما كانت عليه عام 1914 بملايين الرؤوس كما هو مبين في الجدول التالي([51]):
المواشي
1914
1953
الابقار
54,1
56,6
الخنازير
23
24,3
الضان
89,7
94,3
 يتضح مما سبق ان التركة التي خلفها ستالين كانت ثقيلة على الاتحاد السوفيتي، فقد كشفت مؤشرات الاداء الاقتصادي بعد ستالين عن تباطؤ النمو الاقتصادي، كما يتضح من الجدول التالي([52]):
المؤشرات
الخطة الثامنة
1966-1971
الخطة التاسعة
1971-1975
الخطة العاشرة
1976-1980
الخطةالحاديةعشرة 1981-1985
الدخل القومي
41
14
21
28
الانتاج الصناعي
50
15
24
43
الانتاج الزراعي
21
05
09
13
انتاجية العمل
37
13
17
25

اما على مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن السوفيتي، فكان اغلب المواطنين غير راضين عنه، هذا ما اكدته دراسة اجراها معهد التحقيق السوسيولوجي التابع لأكاديمية موسكو عام 1985 ونشرته أسبوعية أنباء موسكو، وهي إن 45 % من الذين شملتهم الدراسة أكدوا على تراجع الخدمات الصحية مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات، و 52 % أشاروا إلى نقص تموين المتاجر، فيما وصف 54 % من المستجوبين النقل العمومي بالسيئ. وقدر متوسط الدخل السنوي المواطن السوفيتي عام 1986 (6,784) دولار فقط مقارنة بنظيره الأمريكي(14,172) دولار([53]).
وكان احد اهم الاسباب في تراجع الاقتصاد السوفيتي هو دخولها مع الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية في سباق التسلح، حيث ان حجم الانفاقات العسكرية اخذت الشيء الكثير من ميزانية الاتحاد السوفيتي كذلك للولايات المتحدة، فمثلاً انها انفقت عام 1948 (10,9) بينما الاتحاد السوفيتي انفقت (13,1)، وفي عام 1954 كان الانفاق الامريكي (42,7) بينما الانفاق السوفيتي (28,0)، وفي عام 1965 كان الانفاق الامريكي (51,8) بينما الانفاق السوفيتي(62,3)، وفي عام 1970 كان الانفاق الامريكي (77,8) بينما الانفاق السوفيتي(72,0) ([54]).
 ترك حجم الانفاق الكبير لصناعة الاسلحة تاثيره على القطاعات الاقتصادية الاخرى للاتحاد السوفيتي التي وجدت نفسها انها لم تعد تستطيع المضيء قدماً بسياستها الاقتصادية القائمة على الاقتصاد المغلق، لذا بدأت بالمبادلات التجارية مع البلدان الصناعية الغربية منذ الستينات وتطورت في السبعينات، والجدول التالي يبين حجم المبادلات التجارية بين الشرق والغرب خلال (1965-1976) ([55]):
السلع
واردات  الشرق
1965
صادرات الشرق 1965
واردات الشرق
1976
صادرات الشرق
1976
منتجات زراعية وغذائية
15
22
17
10
طاقة ومواد اولية
25
59
5
53
منتجات مصنعة
60
19
78
37
الات
29
5
37
9

وقد اعترف غورباتشوف بعد تسلمه السلطة بتدني الاقتصاد السوفيتي وتاثيره على حياة الشعب السوفياتي، حيث ذكر: شرعت المصاعب تنخر بقوة في بنية اقتصادنا منذ السبعينات وتراجعت نسب النمو الاقتصادي بشدة. وبالنتيجة لم نوفق في بلوغ أهداف التنمية الاقتصادية المنصوص عليها في برامج الحزب الشيوعي وفشلنا حتى في تنفيذ البرنامج الاجتماعي الموضوع لهذه الفترة. فاستبد الضعف بالقاعدة المادية للعلم والتعليم، والوقاية الصحية، والثقافة، والخدمات اليومية. ولم نفلح تماما في معالجة الوضع بالرغم من بذل الجهود المتأخرة ﻬذا الصدد. إذ أصاب التخلف قطاع الهندسة وصناعة الفحم والنفط وصناعة الهندسة الكهربائية، والمعادن الحديدية والكيماويات وغابت مساعينا في بلوغ أي من الأهداف الدالة على مواطن كفاءتنا والرامية لتحسين المستوى المعيشي للشعب([56]).
عليه مارس غورباتشوف في الداخل و الخارج سياسة تمثل اختلافاً عميقاً مع ماضي السوفيت الاشتراكي، انه اول من يحاول التوجه الى جذور المشاكل التي يعاني منها الشعب السوفيتي وفيما يخص إستراتيجيته في الداخل نجد انه يبدأ اولاً باعلان الاصلاحات التي عرفت بـ (الغلاسنوست glasnost) وتعني الانفتاح، اطلق من خلالها الحريات داخل الاتحاد السوفيتي وترك مجالاً واسع للصحافة والتلفزيون بنقد سياسة الحكومة، وغير العديد من القوانين واجرى التعديلات اللازمة على الدستور بحيث فسح المجال بشكل اكثر للحريات الدينية وحقوق الانسان. وتلا سياسة الغلاسنوست، سياسة اقتصادية عرفت بـ(البيريسترويكا Perestroika ) تعني اعادة البناء و قصد بها انعاش الاقتصاد السوفيتي وانهاء عزلته وجعله يتكامل تحويلياً وتكنولوجياً داخل الاقتصاد العالمي([57]).
لكن غورباتشوف لم يتمكن من خلال سياسته تلك من انقاذ البلاد، وبدأ الاتحاد السوفيتي يتجه نحو التفكك، وكانت البداية من جمهوريات البلطيق، ففي لاتيفيا وافق برلمانها في تشرين الاول 1989 على الغاء الدور القيادي للحزب الشيوعي وانشاء وزارة خارجية خاصة بها. كما واعلن في ليتوانيا التعددية الحزبية وانفصال الحزب الشيوعي فيها عن الحزب الشيوعي السوفيتي. وحصل نفس الامر في استونيا وطالبوا باجراء استفتاء حول الاستقلال سنة 1989.وحدثت المظاهرات الداعية للاستقلال كالذي حدث في كازاخستان وجورجيا وارمينيا واوزبكستان، وفي عام 1991 اعلنت جمهورية تلو الاخرى استقلالها من خلال اجراء الاستفتاءات ، فقد نالت تركمانستان استقلالها بنتيجة موافقة 94% . وجاءت النتيجة في اوكرانيا بموافقة 90% . وفي 22 كانون الاول 1991 اعلن رسمياً عن انتهاء وجود الاتحاد السوفيتي عندما وقعت (11) جمهورية سوفيتية اتفاق المامتا وهي عاصمة كازاخستان حول اقامة كومنولث الجمهوريات المستقلة وابلغوا غورباتشوف من خلال رسالة وجهت له عبروا فيها عن انتهاء الاتحاد السوفيتي([58]). وفي 31 كانون الاول 1991 انزل علم الاتحاد السوفيتي من على الكرملين وحل محله علم روسيا([59]). وبذلك انتهت التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي.
بقي ان نقول انه لا يزال الاراء تختلف حول الاسباب التي ادت الى سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، فهناك من اعادها الى المؤامرات الغربية والرأسمالية ضدها منذ بداية الثورة الاشتراكية، مع انها لم تنجح في عهد كل من لينين وستالين، لكنها سجلت اول نجاح في عهد خروتشوف، الذي كان لبرنامجه التدميري، الذي جمل بواجهات اصلاحية وديمقراطية، تأثير سلبي عميق في مفاصل الدولة. واستمر ذلك الدور التخريبي في عهد غورباتشوف من خلال سياسة الغلاسنوست البيريسترويكا وانفتاحه على الغرب سياسياً واقتصادياً([60]).
 واعاد فريق اخر اسباب السقوط الى انتقام رباني(الانتقام السماوي) وهي ان النظام الاشتراكي الملحد ابتعد عن الله والكنيسة الارثوذكسية وتسلط على رقاب الروس بشكل استبدادي([61]).
 يذهب فريق اخر الى ان الاشتراكية حملت في احشائها بذور فشلها، عندما ولت ظهرها للقومية وباعت نفسها لوهم اسمه الاممية وسمحت بالمساواة في المواطنة السوفيتية بين الروس وغيرهم فلم تحفظ للعرق الروسي اصالته ونقائه وانما مزجته بقوميات واعراق متدنية من الشعوب الاسيوية، لذلك لم يكن لهذا الوضع الشاذ ان يدوم([62]). 
يرجع اخرون السبب الى البواكير الاولى للتظام الاشتراكي حينما عصف لينين بفكرة التعددية السياسية في الحكم واعتمد على حكم الحزب الواحد المحتكر للعمل والسلطة دون منافس معارض او قوة تحمل راياً اخر، الامر الذي وفر لنمو الاستبداد وانتشار امراضه الفكرية والسياسية والاجتماعية التي تحول دون تجديد الفكر والتجربة الاشتراكية بما ينقذها من الشيخوخة والعقم([63]).
يرى اخرون ان جرثومة الموت زرعت في الكيان السوفيتي الاشتراكي منذ تولي ستالين السلطة في الحزب والدولة، والغى ما توصل اليه لينين في برنامجه الاصلاحي الاقتصادي المعروف بسياسة النيب، الذي هدف بقدر محسوب الى الانفتاح مع الغرب، وخلق طبقة وسطى من خلال ما سماه (بتعاونيات المواطنين المتحضرين)، واتجه الى القضاء الوحشي على الطبقة الوسطى وخاصةً في الريف تحت حجة تسخير الزراعة لخدمة الصناعة وخاصةً الثقيلة منها، واستخدم العنف ضد كل من يخالف هذا الاتجاه حتى انه سقط" عشرين مليون" شخص حسبما جاء في تقرير خروتشوف عن ستالين بعد موته. بمعنى ان العنف الذي رافق عهد ستالين سمم منذ البداية كل شيء في النظام الاشتراكي السوفيتي وماله الى الانهيار عاجلاً ام اجلاً([64]).
وهناك من يقفز على المرحلتين اللينينية والستالينية الى مرحلة بريجنيف، وهي مرحلة اتسمت بشيوع الفساد من القمة الى القاعدة، كان لها تاثير عميق في بنية النظام السوفيتي، وبلورة العصابات والمافيا، وتسببت سياسته في قطع الطريق على سياسة خروتشوف الاصلاحية الديمقراطية، وجمد كل شيء واهتم فقط بسليح روسيا ومنافسة امريكا، الامر الذي ترك تاثيره على المستوى المعيشي للافراد، ويقال ان والدة بريجنيف ذهبت لزيارته ولما وجدت الابهة والعيش الرغيد الذي يعيشه ابنها، قالت له:" في البلد اذا كنت قد نسيت، شيوعيون فقراء، اذا عرفوا ما تعيش فيه الان، جمعوا صفوفهم وهاجموك وقاتلوك يا ليونيد"([65]).
وقال اخرون ان السبب لا يتصل بالعامل الموضوعي او بالاشتراكية كمنهج او نظام وانما يعود الى العامل الذاتي، التي تجسدت في نوعية الشخصيات القيادية في الحزب والدولة، الذين هم حفنة من العجائز، انفصلوا عن الواقع وحركة الحياة، وبدلاً ان يعودوا الى اصول الفكر الاشتراكي ويعالجوا مشاكل الدولة بمنظور اشتراكي، قطعوا خيوطهم شيئاً فشيئاً مع الاشتراكية سواء بالهروب من الواقع كما فعل العجائز او بالتحديث الغربي كما اندفع اليه الشباب، وعلى راسهم غورباتشوف وسياسته المعروفة بالغلاسنوست البيريسترويكا ، الذين تسببوا في غسل ادمغة الشعب بالهرطقات الديمقراطية الغربية الامر الذي سمم الاجواء ضد الحزب الشيوعي في المجتمع بصورة خاصة وثورة اكتوبر الاشتراكية وانجازاتها ومؤسساتها بصورة عامة([66]).
مهما تعددت اسباب سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي يبقى الانفاق الكبير لصناعة الاسلحة واهمال الجوانب الاخرى التي تمس بشكل مباشر في الحياة اليومية للمواطن السوفيتي جعله قبل غيره ينتقد سياسة قادة السوفيت، بل ان القادة انفسهم كانوا ينتقدون سياسة القادة الذين سبقوه في الحكم، فضلاً عن ذلك كان دخول الاتحاد السوفيتي في منافسة الولايات المتحدة في السيطرة على العالم ودخولها في عدد كبير من الحروب بالنيابة قد انهكت قواها وجعلها تنحدر نحو السقوط.




















الخاتمة
الفكر الاشتراكي كغيره من الافكار خضع للتطور، حيث ان الافكار الاولى للاشتراكية كانت تدعوا الى المساواة في المجتمع، كذلك بحث الفلاسفة الأولون عن النظم السياسية الامثل التي يجب ان يقود الدولة التي تحضى في ظله حياة كريمة لجميع ابناء المجتمع، لانه حينها لم يكن بالامكان تطبيق تلك الافكار على ارض الواقع حاولوا بناء تلك الدولة في مخيلتهم وادرجوها في كتبهم، عليه اطلق على تلك الافكار بالاشتراكية الطوباوية أي الميثالية او الخيالية. ولكن رغم ذلك يمكن عد تلك الافكار الاشتراكية بالمتقدمة قياساً مع الافكار الاخرى السائدة في تلك الفترات.      
وفي كل مرحلة من المراحل التي مر فيه الفكر الاشتراكي كان يطرأ عليه شيء من التغيرات والاضافات الجديدة، ففي القرن الثامن عشر برز عدد من الفلاسفة الذين اكدوا انه بالامكان تطبيق الفكر الاشتراكي على ارض الواقع عليه اطلق على اشتراكيتهم بالاشتراكية الواقعية، فضلاً عن ذلك برز في ذلك الوقت سياسيين اخذوا يعتمدون على الفكر الاشتراكي بشكل اساسي للوصول الى السلطة. ولكن اهم تغير برز في الفكر الاشتراكي احدثه كارل ماركس الذي حول الفكر الاشتراكي من مجرد افكار ميثالية الى اشتراكية علمية حيث ربط الافكار الاشتراكية بالواقع السياسي وذلك من خلال نظريته عن المادية التاريخية والمادية الدياليكتيكية. كم دعا، على اثر الثورة الصناعية في بروز الطبقة الرأسمالية كطبقة مستغَلة و بروز طبقة العمال كطبقة مستغِلة، الى الثورة العنيفة لاحداث التغير الاشتراكي والوصول الى السلطة.
تعتبر تجربة الاتحاد السوفيتي اول تجربة اشتراكية في التاريخ المعاصر انتجت تغيرات كثيرة على النظرية الاشتراكية حيث اعترتها بفعل الواقع التطبيقي لها الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للاتحاد السوفيتي، كذلك بفعل القادة الذين تولوا السلطة واولهم لينين الذي اضافة افكار جديدة على الفكر الماركسي لينتج فكراً جديداً سمي بالماركسية اللينينية.
 هذا التطور الذي حدث في الفكر الاشتراكي ليس السبب في سقوط الاتحاد السوفيتي عليه من الخطأ القول سقط الفكر الاشتراكي مع سقوط الاتحاد السوفيتي، انما السبب يعود الى ممارسات قادة السوفيت انفسهم الذين طبقوا الفكر الاشتراكي بشكل خاطئ، تختلف عن ماضي الفكر الاشتراكي.


قائمة المصادر:
1-  الرسائل العلمية:
-       بلخيرة محمد، التحولات السياسية في الاتحاد السوفيتي واثرها على الدول العربية "الوطنية"، رسالة ماجستير منشورة، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والاعلام، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، (الجزائر، 2004).
2-  الكتب العربية والمترجمة اليها:
-       اسماعيل مظهر، عصر الاشتراكية، الرسالة الاولى، ( د.م، 1947).
-       الكسييف وكارتسوف، تاريخ الاتحاد السوفييتي، (د.م، د.ت).
-       بول كيندي، نشوء وسقوط القوى العظمى، ترجمة مالك البديري، (عمان، 1994).
-       جاك دروز، التاريخ العام للاشتراكية من الاصول الى عام 1875، ترجمة: انطون حمصي، (دمشق، 1999)، ج1، ق1.
-       جاك دروز، التاريخ العام للاشتراكية من 1875-1945، ترجمة: انطون حمصي، (دمشق، 2001)، ج3.
-       جان شارل اسلان، التاريخ الاقتصادي للقرن العشرين- عودة الاقتصادات القومية الى الانفتاح من عام 1939 الى الثمانينات،ترجمة: انطون حمصي، (دمشق، 1998) ، ج2.
-       جان اللنشتين، تاريخ الظاهرة الستالينية، ترجمة: جوزيف سماحة، (بيروت، 1975)
-       ج.د.ه.كول، رواد الفكر الاشتراكي، تعريب: منير البعلبكي، (بيروت، 1978)
-       ج.م. روبرتس، موجز تاريخ العالم، ترجمة: فارس قطان، ج 2 ، (دمشق،2004)
-       جورج بورجان، بيار رامبير، هذه هي الاشتراكية، ترجمة: محمد عيتاني، (بيروت، 1958)
-       ستيفن ديلو، التفكير السياسي والنظرية السياسية والمجتمع المدني، ترجمة: ربيع وهبة، مراجعة: علا ابو زيد، (القاهرة، 2003).
-       عبد الخالق عبدالله، العالم المعاصر والصراعات الدولية، عالم المعرفة،( الكويت، 1989).
-       عدنان السيد حسين، تطور الفكر السياسي، (بيروت، 2009).
-       عمار بوحوش، تطور النظريات والانظمة السياسية، (الجزائر، 1977).
-       فائز صالح ابو جابر، الفكر السياسي الحديث، (بيروت، 1985).
-       فضل الله محمد سلطح، الفكر السياسي الغربي النشأة والتطور، ( الاسكندرية، 2007).
-       موسى ابراهيم، الفكر السياسي الحديث والمعاصر،(بيروت، 2011).
-       موسى محمد ال طويرش، تاريخ العلاقات الدولية من كندي حتى غورباتشوف 1961-1991، (بغداد، 2008).
-       يوسف عزالدين، الاشتراكية والقومية واثرهما في الادب الحديث، (بغداد، 1968).

3-    الكتب المنشورة على الشبكة العنكوبتية( الانترنيت):
-       جورج بوليتزر واخرون، اصول الفلسة الماركسية، تعريب: شعبان بركات، ج1، (بيروت،د.ت) متاح في الموفع: www.hezbelamal.org/bibliotheque
-       عبد الرحمن حميدة، جغرافية اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي، (دمشق، 1984).
متاح في الموفع: www.al-mostafa.com
-       طه عبد العليم، سقوط الاتحاد السوفيتي، في: ندوة انهيار الاتحاد السوفياتي وتاثيراته على الوطن العربي 22-23 فبراير 1992، تحرير: طه عبد العليم، (القاهرة، 1993). متاح في الموفع: www.al-mostafa.com
-       لطفي الخوري، البحث عن ستالين ديمقراطي- التراجيديا الروسية-، (القاهرة، 1995). متاح في الموفع: www.al-mostafa.com
-       مركز الدراسات الاشتراكية، لماذا الدولة الاشتراكية لم تكن اشتراكية،(مصر، 2006).متاح في الموفع:  www.e-socialists.net/book/export/html/1635
4- البحوث والمقالات المنشورة على الشبكة العنكوبتية( الانترنيت)
    -  اسامة عبدلله، كومونة باريس، منشور على الرابط،
-       امال حسين، الماركسية اللينينية واسس الاشتراكية الجديدة، ج5، منشور على الرابط
-       المادية التاريخية. منشور على الرابط: http://www.marefa.org/index.php
-       تاريخ الاشتراكية، متاح على الرابط:
-       الثورة الروسية. منشور على الرابط: http://www.e-socialists.net/node/6618
5-  الموسوعات:
-       اسعد مفرج ولجنة من الباحثين، موسوعة عالم السياسة تعريف شامل بالسياسة فكراً وممارسة، (بيروت، 2006) ج16.


([1])  ج.د.ه.كول، رواد الفكر الاشتراكي، تعريب: منير البعلبكي، (بيروت، 1978)، ص ص 17-19.
([2])  اسعد مفرج ولجنة من الباحثين، موسوعة عالم السياسة تعريف شامل بالسياسة فكراً وممارسة، ج16،(بيروت، 2006)، ص 19؛ج.د.ه.كول، المصدر السابق، ص ص 17-19.
([3])  يوسف عزالدين، الاشتراكية والقومية واثرهما في الادب الحديث، (بغداد، 1968)، ص 39 .
([4])  ج.د.ه.كول، المصدر السابق، ص ص 17-19.  
([5])  يوسف عزالدين، المصدر السابق، ص 50.
([6])  عمار بوحوش، تطور النظريات والانظمة السياسية، (الجزائر، 1977)، ص 161.
([7])  فائز صالح ابو جابر، الفكر السياسي الحديث، (بيروت، 1985)، 203-204.
([8])   للتفاصيل، ينظر: جورج بورجان، بيار رامبير، هذه هي الاشتراكية، ترجمة: محمد عيتاني، (بيروت، 1958)، ص 14.
([9])  عمار بوحوش، المصدر السابق، ص 158.
([10])  فضل الله محمد سلطح، الفكر السياسي الغربي النشأة والتطور، ( الاسكندرية، 2007)،ص 211.
([11])  جاك دروز، التاريخ العام للاشتراكية من الاصول الى عام 1875، الجزء الاول، القسم الاول، ترجمة: انطون حمصي، (دمشق، 1999)، ص ص 92-93.
([12])  فضل الله محمد سلطح، المصدر السابق، ص 248.
([13])  جاك دروز، المصدر السابق، ص ص 107-108.
([14])  للتفاصيل، ينظر: ستيفن ديلو، التفكير السياسي والنظرية السياسية والمجتمع المدني، ترجمة: ربيع وهبة، مراجعة: علا ابو زيد، (القاهرة، 2003)، ص ص 169-179.
([15])  جاك دروز، المصدر السابق، ص ص 113-116.
([16])  المصدرنفسه، ص ص 119-120.
([17])   للتفاصيل، ينظر: كول، المصدر السابق، ص ص 26-29.
([18])  عمار بوحوش، المصدر السابق، ص ص 153-154.
([19])   تاريخ الاشتراكية، متاح على الرابط:                                                  http://www.f-law.net/law/archive/index.php?t-10203.html
([20])   جورج بوليتزر واخرون، اصول الفلسة الماركسية، تعريب: شعبان بركات، ج1، (بيروت، د.ت)، ص 272
([21])  ابراهيم دسوقي اباضة، تاريخ الفكر السياسي، (بيروت، 1972)، ص 305.
([22])  جاك دروز، المصدر السابق، ص ص -16-17.
([23])  المصدر نفسه، ص 275.
([24]) المادية التاريخية. منشور على الرابط: http://www.marefa.org/index.php ؛ وللتفاصيل حول المبادئ الماركسية، ينظر: ابراهيم دسوقي اباضة،المصدر السابق، ص ص 312-324.  
([25])   اسعد مفرج، المصدر السابق، ص 24.
([26])   للتفاصيل، ينظر: جورج بورجان، بيار رامبير، المصدر السابق،  ص ص19-24.
([27]) عدنان السيد حسين، تطور الفكر السياسي، (بيروت، 2009)، ص119.  
([28]) للتفاصيل حول تاسيس الكومونة واعمالها، ينظر: اسامة عبدلله، كومونة باريس، منشور على الرابط،
http://www.e-socialists.net/node/5482
([29]) عدنان السيد حسين، المصدر السابق، ص119.  
([30]) المصدر نفسه، ص 120.  
([31])   للتفاصيل، ينظر: فائز صالح ابو جابر، المصدر السابق، ص ص 228-238؛ جاك دروز، المصدر السابق، ج3، ص ص 7-21.
([32])عبد الرحمن حميدة، جغرافية اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي، (دمشق، 1984)،ص ص 11-14.
([33]) عدنان السيد حسين، المصدر السابق، ص 120.
([34]) فايز صالح ابو جابر، المصدر السابق، ص ص 235-236.
([35]) الثورة الروسية. منشور على الرابط: http://www.e-socialists.net/node/6618
([36]) بلخيرة محمد، التحولات السياسية في الاتحاد السوفيتي واثرها على الدول العربية "الوطنية"، رسالة ماجستير منشورة، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والاعلام، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، (الجزائر، 2004)، ص 68. منشورة على الرابط: http://sites.google.com/site/bouibia/Home/wwwbouibiatk20
([37]) الثورة الروسية، المصدر السابق.
([38]) بلخيرة محمد، المصدر السابق، ص 68.
([39]) جاك دروز، التاريخ العام للاشتراكية من 1875-1945، ج3، ترجمة: انطون حمصي، (دمشق، 2001)، ص 3. 
([40]) موسى ابراهيم، الفكر السياسي الحديث والمعاصر،(بيروت، 2011)، ص 252.
([41]) امال حسين، الماركسية اللينينية واسس الاشتراكية الجديدة، ج5، منشور على الرابط
([42]) مركز الدراسات الاشتراكية، لماذا الدولة الاشتراكية لم تكن اشتراكية، (مصر، 2006)، ص 6.
([43]) للتفاصيل، ينظر: اسماعيل مظهر، عصر الاشتراكية، الرسالة الاولى، ( د.م، 1947)، ص ص 59-61.
([44]) اسماعيل مظهر، المصدر السابق، ص 61.
([45]) بلخيرة، المصدر السابق، ص 68.
([46]) للتفاصيل، ينظر: بلخيرة، المصدر نفسه، ص ص 69-71.
([47]) حدثت الحرب الاهلية بين الجيش الاحمر، الذي اسسه لينين بعد انتصار ثورة اكتوبر، والجيش الابيض، الذي اسسه الرأسمالين الروس بدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، خلال السنوات (1918-1921) وانتصر فيها الجيش الاحمر. للتفاصيل، ينظر:الكسييف وكارتسوف، تاريخ الاتحاد السوفييتي، (د.م، د.ت)، ص ص 125-136.
([48]) جان اللنشتين، تاريخ الظاهرة الستالينية، ترجمة: جوزيف سماحة، (بيروت، 1975)، ص 67-68.
([49]) بوحوش، المصدر السابق، ص ص 208-209.
([50]) اللنشتين، المصدر السابق، ص 168.
([51]) اللنشتين، المصدر السابق، ص ص 169-170.
([52]) طه عبد العليم، سقوط الاتحاد السوفيتي، في: نظرة عامة في انهيار الاتحاد السوفياتي وتاثيراته على الوطن العربي، مجموعة من الباحثين ، (القاهرة، 1993)، ص 11.
([53]) بلخيرة، المصدر السابق، ص 75.
([54]) بول كيندي، نشوء وسقوط القوى العظمى، ترجمة مالك البديري، (عمان، 1994)، ص 585.
([55]) جان شارل اسلان، التاريخ الاقتصادي للقرن العشرين- عودة الاقتصادات القومية الى الانفتاح من عام 1939 الى الثمانينات،ترجمة: انطون حمصي، ج2، منشورات وزارة الثقافة(دمشق، 1998)، ص 376.
([56])كندي، المصدر السابق، ص ص 744-745.
([57])عبد الخالق عبدالله، العالم المعاصر والصراعات الدولية، عالم المعرفة،( الكويت، 1989)،ص 76.
([58]) موسى محمد ال طويرش، تاريخ العلاقات الدولية من كندي حتى غورباتشوف 1961-1991، دار المرتضى،ط2، (بغداد، 2008)، ص ص 158- 161.
([59]) ج.م. روبرتس، موجز تاريخ العالم، ترجمة: فارس قطان، ج 2 ، (دمشق،2004)، ص 908.
([60]) لطفي الخوري، البحث عن ستالين ديمقراطي- التراجيديا الروسية-، (القاهرة، 1995)، ص ص31-32.
([61]) المصدر نفسه، ص 32.
([62])المصدر نفسه، ص 33.
([63]) لطفي الخوري، المصدر نفسه، ص 32.
([64]) المصدر نفسه، ص ص 33-34.
([65]) المصدر نفسه، ص ص 33-35.
([66]) لطفي الخوري، المصدر نفسه، ص ص 37-43..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق